خالد الربيعان
في كرة القدم قد تنشأ مشكلة بسبب أي شيء وكل شيء، مهما صغر شأنه! فما بالك بأحد أهم عناصر العملية الرياضية بل هو العنصر القائمة عليه العملية كلها وهو ممارس الرياضة.. اللاعب!
نعم اللاعبون أساس أغلب مشاكل الأندية وبعضها، وهم السبب في ديون الأندية بسبب القيم الكبيرة للانتقالات، وبسببهم تدفع الأندية ضرائب باهظة، بجانب عمولات كبيرة يحصل عليها وكلاء اللاعبين، جربنا هنا أن نجلس أمام الشاشات بالأسابيع نتابع مناوشات ومهاوشات الأندية وبعضها حول لاعب، والتنافس والحرب عليه.. قلمَّا تجد أحدهم يدخل الصفقة فينجزها، أو يتدخل ويقوم بإنهاء الحكاية قبل أن تدخل في طور الملل بعد أن ألهبت الساحة تشويقاً!
هذا الوصف ينطبق على رجل المرحلة ورئيس المنظومة الرياضية ممثلاً في رئاسة هيئتها معالي المستشار تركي آل الشيخ! وخلال يومين تدخل الرجل في أزمة النادي الأهلي ولاعبه الأكبر في السنوات الأخيرة عمر السومة، بعدها قمت بحصر فوجدت الآتي:
الرجل كان طرفاً في الصفقات الآتية وكلها نجحت وتمت بأقل قدر ممكن من الزوابع الإعلامية والكلام الكثير والتراشق وصراع الديوك الذي تحدثت عنه في مقالي السابق.. أشرف بن شرقي من الوداد للهلال، عمر السومة مع الأهلي أيضاً أحمد عطيف والشهراني والعابد و ثلاثي النصر أيضاً يحيي الشهري وعبد العزيز الجبرين ومحمد السهلاوي كلهم قاموا بالتجديد في مقابل تقريبي 25 مليون ريال وختمها بجميع لاعبي المنتخب... ما هذا؟ وكيف تم بذلك السهولة؟
صفقات سابقة للاعبين مصريين مؤمن ذكريا إلى الأهلي من الأهلي المصري، عماد متعب من الأهلي المصري للتعاون، أحمد الشيخ وحسين السيد من الأهلي المصري للاتفاق، صالح جمعة من الأهلي المصري للفيصلي، صلاح محسن المنتقل للأهلي المصري، حمدي النقاز التونسي إلى الزمالك، وأخيراً الأزمة بين الأهلي والزمالك والخاصة بعبد الله السعيد ليصبح على أعتاب الأهلي بعد شهرين من الإعارة خارجياً.
دور آل الشيخ هنا هو تغطية لدور تشعر أنه تقلص وكوادره «بعافية»! وهو دور «المدير الرياضي» وهو منصب خطير ومهم جداً إذا أخذنا أبرز أمثلته مثل «مونشي»! المدير الرياضي الحالي لروما وما أدراك ما روما، والذي هوجم لتحويله روما إلى «سوبر ماركت» وباع لاعبين أبرزهم المدافع روديجر لتشيلسي ومحمد صلاح لليفربول! صمت مونشي حتى رأينا روما قبل ساعات يكتسح برشلونة بالثلاثة ويخرجه من دوري الأبطال ويحجز روما مقعداً في قبل نهائي البطولة!
مونشي نموذج للمدير الرياضي، وتعاقد معه روما بعد أن كان المدير الرياضي لأشبيلية الذي عمل فيه 17 سنة! حقق مداخيل للنادي الأندلسي 250 مليون يورو من صفقات اللاعبين وبدون مشكلة تذكر! منهم مثالاً ألفيس الذي اشتراه لأشبيلية بـ 200 ألف يورو وباعه لبرشلونة بـ 36 مليوناً!
مونشي يُسمى بـ«رجل المستحيل».. أثق في وجود كوادر مثله عندنا.. تنتظر الفرصة!
سوبر!
إذن يمكن تلخيص دور «آل الشيخ» في صفقات «مهمة» و«محورية» في الأندية السعودية وقطبي الكرة المصرية: بتغطية النقص في مجال الإدارة الرياضية داخل بعض الأندية، حيث الاهتمام كله منصب على التعاقد مع مدير فني قوي وشهير ولاعبين نجوم من النوع «السوبر»!
تاركين الطاقم الطبي مثلاً «نصف سوبر»، ومدرب الأحمال ربع سوبر! ومدير الكرة سوبر إلا ربع!! هي منظومة بكاملها لا بد أن تتسم بالاحترافية و»الانسجام» بين أطرافها.. فلاعب سوبر موجود في ناد كبير بدون مدير رياضي محنك: ينتج عن ذلك أزمات في مستحقات هذا النجم، رغبة في عدم التجديد، غياب حسن التعامل من إدارات الأندية مع أهم عناصر فريقها من اللاعبين!
أخيراً رغم الفرح بدور «تركي آل الشيخ»، إلا أنه يتلازم مع الإحساس ببعض التساؤل.. تساؤل لغياب شخصيات مثل «مونشي»!