أحمد بن عبدالرحمن الجبير
لا يواجه الفكر المتطرف والإرهابي، إلا بفكر معتدل ومتسامح، ولا يمكن مواجهة التحديات الخارجية، ما لم يتعاضد أهل الفكر، وصناع القرار لتوحيد الجهود في مواجهة تعتمد على قاعدة صلبة من البناء والتنمية، والتطور الاجتماعي والاقتصادي، ولعل وجود مثل هذه المنتديات الفكرية، شكل من أشكال التعاون لمواجهة المخاطر، والتحديات التي تواجهها دولنا ومجتمعاتنا.
وعاصفة الفكر العربي، هي اشتقاق من مشروع مواجهة متكامل الأركان، حيث وقفت المملكة، وما زالت تقف في الدفاع عن النظام السياسي العربي ضد التدخلات الخارجية، وبخاصة التدخلات الإيرانية، وكانت عاصفة الحزم، بما تحمله من أبعاد بمثابة مشروع عظيم قائم على حماية الأمن العربي.
فمشروع النهضة السعودي الجديد القائم على الرؤية السعودية 2030م، وطموحات حكومتنا الرشيدة بقيادة ملك الحزم، والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله – وما تحمله من علاقات نوعية متفاعلة عربياً وإسلامياً، ودولياً للمصالح العربية، ويكون الشباب جوهرها، ومحركها الرئيس.
وضمن هذا السياق افتتح سمو الأمير فيصل بن بندر منتدى «عاصفة الفكر العربي» الذي نظمته هيئة الصحافة السعودية في الرياض على مسرح وكالة الأنباء السعودية برئاسة رئيس هيئة الصحافة السعودية الاستاذ القدير خالد المالك، ومشاركة العديد من المسؤولين، والمفكرين والمثقفين، والكتاب والإعلاميين العرب.
وركز رئيس المنتدى، رئيس هيئة الصحافة السعودية، ورئيس تحرير صحيفة الجزيرة الاستاذ خالد المالك في كلمته أمام المنتدى على معالجة الأفكار الهدامة، ومحاربة الارهاب والتطرف، والعمل على صياغة الفكر العربي البناء والصحيح، ودعم التعاون بين قادة الفكر، وصناع القرار العربي، والعناية بالدراسات والابحاث المستقبلية بما يخدم الفرد والمجتمع العربي.
وشهد المنتدى تكريم رائد الصحافة العربية الأستاذ تركي السديري -رحمه الله - وقدم راعي الحفل سمو الأمير فيصل بن بندر درع التكريم لابنه الاستاذ مازن السديري، ونوقشت خلال المنتدى قضايا الفكر العربي، والتحديات التي تواجه الأمة العربية، واتفق المفكرون، والمثقفون العرب على محاربة الفكر الطائفي، والإرهاب بجميع اشكاله، وخاصة ما تتبناه إيران لبث الفرقة بين العرب والمسلمين.
ويعد المنتدى امتداداً لما سبقه من منتديات كان لها دورها المؤثر في الوصول إلى أفكار، وأهداف مفيدة للقضايا العربية في الشأن السياسي والاقتصادي والأمني، والحلول المناسبة للتعامل مع الأزمات، وعقدت عدة جلسات حوارية تطرقت للتدخلات الإيرانية في الوطن العربي، وتأثيرها على الأمن الاستراتيجي العربي.
نتطلع أن يحقق المنتدى نجاحات أكبر في المستقبل لدعم مركز وقوة، وثقل الاقتصادات العربية في إطار مجموعة الرؤى الإستراتيجية التي تعمل على تنفيذها الدول العربية، وقد سعدنا باللقاء وما شاهدناه من حسن تنظيم، ونقاش بناء يستحقون عليه الشكر من راعي الحفل سمو الأمير فيصل بن بندر، والشكر موصول لرئيس المنتدى عميد الصحافة العربية الاستاذ خالد المالك، وفريق العمل في هيئة الصحافة، ووكالة الانباء السعودية، وجميع المشاركين والحضور.