نبيل العبودي
هكذا عهدنا الهلال بزعامته وبطولاته وإنجازاته يعشق الاحتفال من أصعب وأقسى الطرق.. يرهق عشاقه كما هم خصومه.. يرهق الخصوم بإنجازاته المتوالية وعلو كعبه وتفوقه الدائم عليهم لا يدع مجالا لهم للتفوق أو الانتصار عليه إلا فيما ندر..حتى أصبح زعيما عليهم بأرقامه القياسية وبطولاته التي يصعب الوصول اليها مهما كانت تلك الخصوم والمنافسون.. ويرهق عشاقه أيضا بأن يعشق الوصول الى أهدافه من الباب الصعب.. ليكون للإنجاز طعم مختلف وفرحة لا توازيها فرحة على الرغم من أنه عوَدهم على الفرحة.. وهو يخاطب محبيه».
يا مدور الهين ترى الكايد احلى
واسأل مغني كايدات الطروقي
الزين غالي لكن الأزين اغلى
ولكل شراي بضاعه وسوقي
النو عالي والسما فوقه اعلى
ولا فاق علم جاه عالم يفوقي
والصعب هلا قلت ياصعب سهلا
دامك تبيني فانت ياصعب شوقي
أجيال بعد أخرى تتوارث الزعامة وتتصدر المشهد البطولي.. ثقافة جُبل الهلاليون وحدهم على صناعة الفرحة لأنصارهم.. تختلف الأسماء والنجوم ويبقى اسم الهلال ثابتا لا يتغير ولا يتزحزح ثابتا وشامخا في القمة.. يعشق الصدارة والمركز الأول.. وكأن المراتب الاخرى تركت لغيره.. بل وكأن لسان حاله يقول»:
ما احب انا المركز التالي.. الاول اموت واحيا به..
وش عاد لو الثمن غالي.. روحي على العز وثابه..
تلك التي بقيت راسخة وعالقة على مدى سنين وسنين منذ أن نشأ ذلك الصرح العظيم وشق دربه وطريقه في سماء البطولات والإنجازات جيلا بعد جيل.. إلى أن أصبح الهلال والبطولات صنوانا لا يفترقان يسيران سويا في طريق واحد قلما تجدهما مفترقين في مواقف تندر رؤيتها.. فالهلال اعتاد على أن يظهر ويكتمل بدرا في النهائيات ومباريات الحسم.. نعم هكذا هو زعيم نصف الأرض وفرقاطة البطولات التي لا تتوقف وزعيمها الذي لا ينضب معينه منها.. مهما تكالبت الظروف على اختلافها.. من إصابات وغيابات قسرية يبقى الهلال حاضرا في كل المناسبات لا يرضى بالخسارة ولا يرفع الراية البيضاء استسلاما بل على العكس من ذلك تماما يترك ذلك لمنازليه وخصومه هم من يفعلها أمامه مجبرا عليها لا طواعية.. والموسم الحالي مثال حي لذلك.. كانت العقبات والعثرات تتوالى في مشوار الدوري الطويل ومنذ انطلاقته وحتى صافرة النهاية لآخر لقاء تنافسي تضربه تلك العثرات وترتمي في طريقه واحدة تلو الأخرى.. الا انه لم يستكن لها ولم يتنازل عن الصدارة التي بقي متمسكا ومتشبثا بها إلى آخر لحظة ليعلن الفرح ويعلق فوانيسه على أرضه وبين جماهيره وإن كانت في الخطوة الأخيرة وفي عقر داره ليجبر منافسيه قبل غيرهم على الوقوف احتراما له ومهنئين له بإنجازه الجديد ليواصل ابتعاده في صدارة الإنجازات والبطولات وإن لم توثق فهاهو يوثقها بنفسه عاما بعد عام والأرقام في تزايد وكأني بأنصاره يتغنون على أنغام الفرح ويرددون « لا تنشغل هذي البطولة رقم كم.. فوز انت بس.. وخل غيرك يعدون..