«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
عندما كنا اطفالا كانت تستهوينا (الحلاوة المصاصة) وكنا عندما نحصل على النقود من أولياء أمورنا أو حتى من أقاربنا نسارع بالركض إلى دكان الحارة لنشتري هذه الحلاوة التي نعتبرها من أشهى وألذ ما كان يمكن أن نحصل عليه في ايامنا.
بالطبع كانت الحلويات التي تباع في دكاكين وحوانيت ايام زمان بسيطة ومحدودة ومحظوظ من كان والده أو واحد من أشقائه يعمل في شركة النفط (ارامكو) فسوف يحظى بالحصول بين فترة واخرى على حلويات وكيك وسترول غير شكل. فعادة المنتجات التي تباع في (كانتين) ارامكو تأتي من امريكا ومن افضل الشركات العالمية. ومن ضمنها بعض انواع الحلويات الشهية ومن بينها (الحلاوة المصاصة) وتاريخيا يعود الفضل لابتكار الحلاوة المصاصة لأمريكي يدعى «جورج سميث « عام 1808م وكانت الفكرة أن تحتوي المادة الحلوة على عصا لتكون سهلة للاكل وحتى لا تلوث المادة السكرية المكونة لها اصابع حاملها..
ومع مرور الايام ونجاح هذا الابتكار برزت أشكال مختلفة من (الحلاوة المصاصة) واخذت اشكالا مختلفة وحملت علامات تجارية تنافسية بل كان الاقبال عليها كثيرا إلى درجة جعلت الشركات المنتجة تتفنن في انتاج أنواع منها بأشكال مختلفة فتجاوزت حدود الشكل الدائري لتأخذ شكل الحلقات ولتتعدد الوانها، بل باتت تأخذ في الوانها الوان قوس قزح، وأشكال الحيوانات وحتى الشخصيات الكرتونية الشهيرة.
وتشير بعض المعلومات التاريخية إلى أن (الحلاوة المصاصة) وجدت قبل ابتكارها في امريكا في القرن الثاني عشر أن العرب كان لهم ايضا دور كبير في انتاح الحلويات نتيجة لتوفر التمور والعسل والسكر، يؤكد ذلك ان العرب كانوا سباقين في إعداد الاطعمة على اختلاف اشكالها وانواعها ومن المواد الحلوة.
ومن بينها ما يصنع من عسل التمر بعد تجفيفه. إضافة إلى أن دول شرق آسيا كان لها دور كبير في انتاج الحلويات لكن عملية التطوير حملت رايته الدول الغربية لكن في العقود الاخيرة ومع النهضة الصناعية الكبرى وبعد الحرب العالمية الثانية ومع الاستقرار في دول آسيا خصوصا الصين واليابان والهند بدأت هذه الدول وغيرها في الاهتمام بكل مايساهم في توفير احتياجات الناس في كل مكان ومن بينها الاطعمة والاغذية على اختلاف اشكالها وانواعها. وهكذا نجد أن صناعة الحلويات أخذت طابعا واسعا في دول اسيا وراحت بانتاجها وتنوعه وحتى اسعاره المناسبة تغزو اسواق العالم ومن بينها اوروبا والامريكيتان.. فأنت تجد في اسواق امريكا وعلى وجه الخصوص المجمعات التجارية انواعا مختلفة من حلوى الاطفال. ومن بينها(الحلاوة المصاصة) المنتجة في الصين واليابان وحتى الهند. واندونيسيا..
هذا وفي رمضان الماضي وخلال فعالية احتفالية «القريعان» كانت من ضمن تشكيلة الحلويات والمكسرات والنقود. بعض من الحلاوة المصاصة. فلا يمكن ان تنسى في مناسبة كهذه. كما أننا لايمكن أن ننسى ذكريات الماضي وعشقنا حتى اليوم لتلك اللحظات التي نمسك بيدنا بواحدة من هذه الحلاوة اللذيذة.
ومازلت اذكر الممثل الشهير «تيلي سافلاس» والذي كان وبصور شبه دائمة يضع في فمه «حلاة مصاص» وعندما سأله مرة أحد المحررين الفنيين عن السر وراء حمله للحلاوة المصاصة قال: انها تشعرني بأنني مازلت طفلا ولكن كبيرا. وراح يضحك في سعادة... ؟!