د.عبدالعزيز الجار الله
الضربة الجوية والصاروخية من أمريكا وبريطانيا وفرنسا فجر السبت الماضي هي رسالة بليغة ودقيقة للدول والمنطقة والسياسة العالمية لسياسة القطبين الأمريكي والروسي، فقد سبقتها رسائل من أمريكا لسورية وحلافائها، أبرزهم الروس وإيران ومن ورائهم تركيا وقطر والحوثي في اليمن وبعض الدولة، عندما شنت أمريكا هجوماً صاروخياً عام 2017م على مطار الشعيرات، وقصفت أكثر من (200) من المرتزقة الروس شرقي الفرات هذا العام، ثم شنت إسرائيل هجوماً صاروخياً على مصنع طائرات بدون طيار قرب دمشق قبل أسابيع، وفجر السبت الماضي هاجمت الدول الثلاث معظم المستودعات ومصانع ومركز تخزين الكيماوي.
هذه الضربات الجراحية والمعلنة التي تأتي أثناء حديث الرئيس الأمريكي لشعبه والعالم وإعلاناً لبداية الضربة هي رسائل مباشرة وبليغة:
روسيا: إن روسيا ليست روسيا الاتحاد السوفيتي لا في الاقتصاد ولا في السياسة ولا العسكرية ،كما أنه إعلان لنهاية ما يسمى بالحرب الباردة مع روسيا، لأن موازين القوى مال كل الميل لصالح الغرب، وروسيا جربت نفسها في أفغانستان وسورية؛ وعرفت الخسائر دون حسم، وفِي سورية شنت عليها القوى الغربية والإسرائيلية وحتى تركيا ولم ترد.
دول الإرهاب: سورية وإيران والمتعاطفون معهما من قطر وتركيا وممن لديه الرغبة أن يرى الوطن العربي ممزقاً وتملأ أراضيه الحروب والدمار، أن ربيع العرب وربيع الفوضى لا بد أن ينتهي حتى لا يبقى الوطن العربي بيئة حاضنة للمنظمات الإرهابية من داعش والقاعدة وحزب الله ومرتزقة إيران والجماعات الإسلامية المتطرفة، وجدار الشمال الإفريقي الهشة عند ليبيا في شرقي البحر المتوسط والمطل على جنوب وشرقي السواحل الأوروبية ملاذ للإرهاب ومرفأ للمهاجرين الأفارقة.
إيران: عليها أن تعود إلى محيطها الأصلي آسيا الوسطى وتخرج من غرب آسيا، ولا تكسر الحدود الشرقية للعراق، والشاطئ الغربي للخليج العربي، وتخرج من أراضي العراق وسورية ولبنان واليمن وشرقي الفرات وغربه. لذا كانت الضربة مطلباً غربياً لتوسيع الفارق مع روسية وتعرية المنطقة.