«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني - عيسى الخاطر:
رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية -حفظه الله- أمس الاثنين، فعاليات ختام تمرين «درع الخليج المشترك 1»، بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة وكبار ممثلي 25 دولة شقيقة وصديقة مشاركة في التمرين الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة من حيث عدد قوات الدول المشاركة والعتاد العسكري واستمر لمدة شهر.
وقبيل بدء الحفل استقبل خادم الحرمين الشريفين أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة وكبار ممثلي الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في التمرين، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين وضيوفه مكانهم في المنصة الرئيسة عزف السلام الملكي، ثم بدئ الحفل الختامي بتلاوة آيات من القرآن الكريم.
بعد ذلك ألقى معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي،كلمة أعرب فيها باسمه ونيابة عن القوات المشاركة في تمرين «درع الخليج المشترك -1» عن اعتزازهم برعاية خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- لختام فعاليات التمرين.
وقال معاليه: نختتم في هذا اليوم فعاليات تمرين «درع الخليج المشترك ـ 1» المنفذ في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية بناء على توجيهات الملك المفدى -أيده الله- بالحرص الدائم على التعاون البناء لما فيه الخير على مختلف الأصعدة ومنها المجال العسكري بمتابعة وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-.
وبين الفريق الركن الرويلي، أن تمرين «درع الخليج المشترك ـ1 يأتي امتداداً لتمارين مشتركة سابقة كرعد الشمال، بهدف تأصيل العمل المشترك ضمن تحالفات تسعى لتعزيز الأمن من خلال رفع قدرات وكفاءة واحترافية القوات المشاركة بمختلف أفرعها في التعامل مع مجمل المخاطر والاحتمالات المُهددة لأمن واستقرار المنطقة وذلك بتقوية الروابط العسكرية بين الدول المشاركة وتعزيز المهارات المختلفة والرفع من مستوى الاستعداد القتالي.
وأوضح أن البيئة الاستراتيجية أصبحت أكثر تعقيداً بعد أن أطل الإرهاب المؤدلج برأسه وهو الخطر الذي يداهم العالم بوجود دول وأنظمة وأحزاب ترعاه وتدعمه وتأوي أعضاءه وقياداته وتلعب دوراً خطيراً، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية أدركت تحولات البيئة الاستراتيجية ونوايا الأعداء فتصدت لذلك بحزم وقادت تحالفاً عسكرياً لإعادة الشرعية لليمن الشقيق، والتصدي للأنشطة الهدامة التي تقودها قوى الشر والظلام لاختطافه وجعله جزءاً من أحلامهم، إضافة إلى تشكيلها تحالفاً عسكرياً إسلامياً لمكافحة الإرهاب ومركزاً للحرب الفكرية وأسست لمبادئ أصبحت عالمية لمكافحة الإرهاب ترتكز على محاربته فكرياً ومالياً وإعلامياً وعسكرياً.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة: إن تاريخنا مشرف تجاه الإنسانية فبلادنا تمد يد العون لدول العالم وشعوبه دون منة، ويأتي في طليعة ذلك جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وكذلك دعم المملكة للمنظمات الأممية المعنية بالمجال الإنساني.
وأفاد أن تمرين درع الخليج المشترك ـ 1 وفرضياته له بالغ الأثر في اكتساب المزيد من الخبرات للقوات المشاركة كافة وفي كل المجالات العملياتية والتكتيكية وظهر جلياً الاحترافية في التنسيق والتخطيط والتنفيذ المشترك.
وقدم الشكر للمشاركين من قادة ومخططين ومشرفين ومنفذين على ما بذلوه من جهود متواصلة وهمة عالية لتحقيق أعلى درجات الاحتراف، منوهاً بما قامت به الجهات الحكومية من دعم وتفاعل مع المجهود العسكري قبل وأثناء التمرين.
ورفع الفريق الركن الرويلي في ختام كلمته الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على رعايته، ولأصحاب الجلالة والفخامة والسمو على تشريفهم للفعاليات الختامية للتمرين، ولسمو ولي العهد على توجيهه ودعمه والإشراف المباشر، سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يديم الأمن والأمان والرخاء على دولنا جميعاً، وأن يحل السلام على العالم أجمع.
عقب ذلك تابع خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة -حفظه الله- والحضور وصفًا لمعالم ميادين التمرين، ومواقعها، واتجاهاتها.. وهي: ميدان القرية الساحلية والقرية الحديثة وجزيرة الخير1 ومرفأ الصيادين ومنشأة صناعية وجزيرة الخير 2 ومركز حرس الحدود.
إثر ذلك أعطى خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- إشارة بدء فعاليات المناورة الختامية. وقد قدم رئيس هيئة تعليم وتدريب القوات المسلحة رئيس هيئة السيطرة على التمرين اللواء الطيار الركن سعد بن محمد عليان الشهراني إيجازًا وصفيًّا عن فعاليات التمرين العملياتي الذي تشارك فيه قوات مسلحة، تمثل 25 دولة شقيقة وصديقة، إلى جانب المملكة العربية السعودية، يتشاركون فيه في فنون التخطيط ومراحل التدريب وأساليب التقييم برًّا وبحرًا وجوًّا. وقال: «ها هو العدو البائس لا يستجيب لمطالبة المجتمع الدولي؛ وهو ما دعاه إلى استخدام صواريخ باليستية، تهدد أمن وسلامة بلادنا ومصالحنا الحيوية والاقتصادية، وتهدد أجواءنا؛ فتصدى لها شهاب القوة والنصر (قوات الدفاع الجوي). وبناء عليه قامت قوات درع الخليج الجوية بتحديد منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، ونفذت ضربات استراتيجية ضد أهداف مختارة في عمق قوات العدو».
وأضاف: «وعليه، قام العدو بتنفيذ هجوم بواسطة زوارق بحرية سريعة لضرب أهداف حيوية ساحلية، والتسلل لها؛ فتصدت لها قوات درع الخليج البحرية، ونفَّذت ضربات مدمرة ضد قوات العدو في عرض البحر والمياه الاقتصادية. وقد أكدت منظومة الاستطلاع والمراقبة محاولة العدو البائس التسلل إلى جزيرتَي الخير 1 والخير 2؛ وقامت قوات حرس الحدود البحرية بالتعامل مع العناصر المتسللة».
إثر ذلك استأذن اللواء الطيار الركن سعد بن محمد عليان الشهراني خادمَ الحرمين الشريفين -حفظه الله- بتقديم مشهد دفاعي عبر نخبة من المشاركين من القوات البحرية والبرية والجوية في تمرين درع الخليج المشترك 1 عن حماية الحدود.
بعد ذلك بدأت فعاليات التمرين العملياتي التي اشتملت على مناورات حية بالمدفعية، وعميلة لتصدي القوات البحرية المختلطة من قوات درع الخليج المشترك لزوارق العدو المتسللة، الذي يتطلب العمل فيه إلى توحيد الجهود والقيادة ودقة التنسيق والتزامن التنفيذي.
كما اشتمل التمرين على عملية للتطويق البحري لعناصر العدو من خلال مطاردة الزوارق المتسللة وتفجيرها بمساندة حوامات حرس الحدود وكذلك عملية للتطويق البري من قبل أرتال القوات البرية المختلطة بهدف منع عناصر القوات المعادية من الحصول على دعم خارجي.
واشتمل تمرين درع الخليج المشترك1 على مشاركة طائرات الأباتشي الهجومية التي قامت بضرب أهدافها على جزيرة الخير 2 وتنفيذ عملية الإسناد لقوات الدفاع الساحلي وتدمير الأهداف المعادية، إلى جانب مشاركة طائرات السوبر بوما لمهاجمة قوات العدو في جزيرة الخير1 وتدمير عناصرها ومنعها من الهروب.
كما اشتمل التمرين على الإنزال الجوي والاقتحام البري بمشاركة طائرات «بلاك هوك، وسوبر بوما».
وشارك في التمرين دبابات القوات البرية وعربات الاستطلاع «الفوكس» ذات القدرات العالية والأجهزة المتطورة.
عقب ذلك تقدم قائد طابور العرض العسكري لتمرين «درع الخليج المشترك1» العميد الركن حسن بن صالح الشهري بالاستئذان من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لبدء العرض العسكري.
وبدئ العرض بتشكيلات لوحدات رمزية للقوات المشاركة من 25 دولة شقيقية وصديقة يقدمها علم المملكة العربية السعودية، واستعرضت أمام خادم الحرمين الشريفين والحضور من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة وكبار ممثلي الدول المشاركة، مجموعات رمزية من القوات السعودية البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي وحرس الحدود والحرس الوطني، المجهز بأحدث الآليات والعتاد العسكري، تلاها وحدات رمزية من قوات الدول
الشقيقة والصديقة المشاركة في التمرين.
وتضمن العرض العسكري وحدات من القوات الخاصة، والآليات العسكرية وأنظمة الصواريخ ذات التقنية المتقدمة.
فيما قدمت أسراب طائرات القوات المشاركة عرضاً جوياً تضمن تشكيلات منوعة، استخدمت فيها الطائرات الهجومية والأخرى المتعددة المهام، أظهرت في مجملها مهارة وكفاءة الطيارين المشاركين.
وشكلت الطائرات في سماء الميدان درعا يمثل الدول المشاركة في فعاليات التمرين، كما شهد العرض استعراض العديد من الطائرات الحديثة ومهامها ومنها طائرة (إم. إر. تي. تي) التي لها القدرة على تزويد الطائرات جوًا بالوقود في كل الارتفاعات, وطائرة الإنذار المبكر (إيواكس) وهي منظومة السيطرة المحمولة جوًا لمراقبة الأجواء على مدار الساعة، حيث تستخدم للعمليات الهجومية والدفاعية على حد سواء وطائرة (آر. جيه) للمراقبة والاستطلاع الإلكتروني.
وشارك في العرض طائرة (كي3) التي تعد محطة وقود عائمة في السماء، حيث تساعد الطائرات للبقاء في الجو مدة أطول لتحقيق أهدافها في أراضي العدو, وطائرة النقل (سي- 130) التي تقوم بإسقاط المساعدات وهي أحد مهامها كما تستخدم للشحن والدعم الجوي بسرعة ومرونة.
وقُدمت تشكيلة من الطائرات العمودية يتقدمها ثلاث طائرات من (الأباتشي) التي تعد من المروحيات عالية التسليح وذات ردود الفعل السريعة التي تستطيع أن تهاجم من مسافات متعددة من عمق المعركة وتستخدم بشكل أساسي لتدمير الدبابات والعربات المصفحة.
وشاركت طائرات (كوغر) التي تستخدم لعمليات البحث والمساعدة وبإمكانيتها العالية تستطيع إنقاذ الأطقم الجوية أوالأرضية من الأراضي المعادية وعرضت طائرات (سوبر بوما) بنوعيها التي تقوم بالعمليات القتالية ضد الأهداف البحرية وإسناد قوات الدول المشاركة في عملياتها القتالية في عرض البحر وتمرير المعلومات إلى مراكز السيطرة في الأساطيل, كما تم استعراض لتشكيل من طائرات بلاك هوك التي تقوم بنقل الأفراد داخل منطقة العمليات، وعرضت مناورة جوية حية واشتباك مباشر بين طائرة (تايفون) وطائرة (إف 15 إس).
بعد ذلك قامت جميع الطائرات المقاتلة المشاركة بالمرور أمام المنصة لأداء التحية وإعلان نهاية العرض الجوي وتمرين «درع الخليج المشترك1».