خالد بن حمد المالك
أنهى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زيارته الرسمية لفرنسا، وبتوجيه من الملك سلمان بدأ زيارة قصيرة لإسبانيا وهو في طريقه إلى المملكة. وهذه هي المحطة الثالثة في زياراته المتواصلة؛ إذ زار أمريكا، ثم فرنسا قبل ذلك. واستغرقت هذه الجولة التاريخية قرابة شهر، أنجز سموه خلالها الكثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في كل المجالات، وبنجاح غير مسبوق. كما شملت مباحثاته الشأن السياسي، والتصدي للإرهاب والتطرف، وبحث الأوضاع في المنطقة.
**
في إسبانيا، وكما هو معروف، فقد بدأت العلاقات السعودية - الإسبانية منذ أكثر من نصف قرن، وتحديدًا في عام 1957م. وهناك اتفاقيات عدة تنظِّم هذه العلاقات غير التقليدية بين المملكتين، كما أن هناك توافقًا في السياسات، خاصة تجاه السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا في إيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية، وكذلك محاربة الإرهاب والتطرف. ولا ننسى أن إسبانيا كانت محطة لمؤتمر مدريد للسلام، وأن الرياض صاحبة مبادرة السلام العربية.
**
في زيارة الأمير لإسبانيا استقبله جلالة ملكها فيليبي، السادس، ورئيس الوزراء ماريانو راخوي ووزير الدفاع السيدة ماريا كوسبيدال، وبحث سموه مع كل منهم الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وكانت الزيارة رغم قصرها ناجحة ومتميزة، بحسب التقارير الإعلامية، وما تم من اتفاقيات توصل إليها الجانبان لتنظم الشراكة المستقبلية بين القطاعات الحكومية والخاصة في كل من المملكة وإسبانيا. بمعنى أن زيارة ولي العهد لإسبانيا أضافت نجاحًا آخر إلى تلك النجاحات التي تحققت في كل من أمريكا وفرنسا، وقبل ذلك في بريطانيا.
**
فبعد لقاء الأمير برئيس الحكومة الإسبانية تم التوقيع على ست اتفاقيات ومذكرات وبرامج ثنائية في المجال الدفاعي والنقل الجوي، والجانب التعليمي والثقافي والتقني والتنموي؛ فقد وقّع سموه مع وزير الدفاع على الملخص التنفيذي لتسهيل الإجراءات اللازمة لتوقيع وزارة الدفاع في المملكة على عقد توريد سفن من شركة نافانتيا الإسبانية تعزيزًا للتعاون في مجال الدفاع بين وزارتَي الدفاع في المملكتَين.
**
كما شهد سموه ورئيس الحكومة الإسبانية التوقيع على اتفاقية تتعلق بالنقل الجوي، وقّعها من الجانب السعودي وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ومن الجانب الإسباني وزير المواصلات إينيغو لاسيرنا. وبالنسبة للبرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي فقد تم التوقيع عليه من الجانب السعودي من قِبل وزير الثقافة والإعلام عواد العواد، ومن الجانب الإسباني وزير التعليم والثقافة والرياضة إينيغو دي بيغو.
**
وهناك مذكرة تفاهم في مجال العمل والتنمية الاجتماعية، وقَّعها من الجانب السعودي ماجد القصبي، ومن الجانب الإسباني وزير التوظيف والضمان الاجتماعي فاطمة غاريثيا. كما تم التوقيع على مذكرة أخرى للتفاهم خاصة بالتعاون العلمي والتقني، وقّعها من الجانب السعودي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح، ومن الجانب الإسباني وزير الاقتصاد والصناعة والتنافسية رومان أوليباريس. إضافة إلى اتفاقية لإنشاء مشروع مشترك في مجال تطوير وصيانة البرمجيات بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية وشركة NAVANTIA، وقّعها من الجانب السعودي رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية أحمد الخطيب، ومن الجانب الإسباني الرئيس التنفيذي لشركة NAVANTIA استيبان غارثيا.
**
أي إن زيارة الأمير رغم أنها لم تستغرق أكثر من يوم إلا أنه تم فيها إنجاز ما كان يحتاج إلى أيام عدة. والفضل في ذلك يعود إلى التحضير الجيد من الجانبين، وإنجاز ما هو مطلوب قبل بدء الزيارة، بفضل التوجيهات الأميرية السديدة، والتجاوب الإسباني معها.