قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بجولات ناجحة زار فيها عددا كبيرا من عواصم القرار العربي والعالمي. ففي مصر اجتمع برئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبد الفتاح السيسي ومع شخصيات سياسية وعسكرية عديدة تابع فيها ترسيخ العلاقات المصرية السعودية التي تشكل حجر الأساس في علاقاتنا العربية مع كبرى العواصم ومراكز القرار العربي. وتابع في هذه الرحلة رؤيته التي يعمل على بنائها في منطقة مدينة المستقبل، وفي تعزيز الدفاع المشترك عن الأمن العربي عامة وأمن الخليج العربي على نحو خاص ودفع الأطماع الفارسية في هذا الفضاء العربي العزيز.
ثم زار سموه الولايات المتحدة الأمريكية الصديق الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية والشريك التجاري الرئيسي، واجتمع في هذه الزيارة مع لفيف كبير من رجال الأعمال والمال وصناعة النفط وكان على رأس ذلك اجتماعه بآل بوش الأب والابن في ذكريات حميمة مع لقاءات المملكة وزياراتهما لها. واجتمع كذلك بكوكبة من رجال الإعلام والفن والسينما العالمية لمد الجسور مع عالم الثقافة في المملكة العربية السعودية لعل في ذلك السعي في إظهار تاريخ المملكة وثقافتها في أثواب جديدة وأنماط حديثة عصرية تبين عظمة هذا التاريخ ومسيرة رجاله. ثم توج صاحب السمو هذه اللقاءات بالاجتماع مع الرئيس دونالد ترامب الذي رحب بسموه وعقد معه صداقات حميمة وأكد فيها على مصالح المملكة التجارية والصناعية وعلاقات النفط والتسليح والتعاون الاستراتيجي.
وفي المملكة المتحدة نزل سموه ضيفا عزيزا على تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية التي أكدت على أن العلاقات البريطانية السعودية علاقات تاريخية عميقة وأن بعض الاعتراضات التي ظهرت من بعض النواب البريطانيين لا تؤثر على صلابة العلاقات البريطانية السعودية التي تمتد إلى عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود الذي وضع حجر الأساس لهذه الصداقة الاستراتيجية التاريخية، وأكدت تيريزا ماي على أنها سوف تراعي حاجات المملكة من التسليح والأعمال اللوجستية اللازمة بعد أن تلقت التوكيدات من أن سياسات المملكة لا تسمح باستخدام هذا السلاح في غير مكانه من الدفاع عن النفس والسيادة في المملكة ومراعاة الظروف الإنسانية في أي صراع ينشب مع المملكة.
واحتفت فرنسا بزيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين محمد بن سلمان ورأت في هذه الزيارة مناسبة كبيرة لإعادة التأكيد على العلاقات المتنامية بين المملكة العربية السعودية وبين فرنسا، وشكلت الاستثمارات السعودية والعلاقات الثقافية والعسكرية مادة للحوار والتباحث البناء، وانتهت الزيارة بمثل ما بدأت به من النجاح وإنفاذ رغبة المملكة في الحصول على وسائل دفاعية مشروعة من فرنسا لاستخدامها في الدفاع عن المملكة العربية السعودية وسيادتها واستقلالها.
ثم عرج سموه في زيارته الواسعة المدى والمترامية الآفاق إلى أسبانيا البلد الصديق الذي تربطه بالمملكة صداقة عميقة بين العائلتين المالكتين وتربطه علاقات متشابكة المصالح بين شعبي البلدين ولاسيما علاقات الاستثمارات والعلاقات التجارية والسياحة والمصالح المشتركة، وماعرف عن إسبانيا من مواقف صديقة مؤيدة للقضايا العربية. وقد ناقش سموه حفظه الله كل هذه القضايا وخصوصا حاجات المملكة من المعدات الدفاعية والتجهيزات اللوجستيكية والإمدادات اللازمة للمملكة في مساعيها في الدفاع عن كيانها وثقافتها ورؤيتها.
وإذ تنعقد القمة العربية التاسعة والعشرين في مدينة الظهران في المملكة العربية السعودية تتجلى قدرات الأمير الشاب في رعاية هذا المؤتمر واستقبال قادته والسهر على أمنهم وراحتهم عونا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله، وكان في كل الحوارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي كل مناقشات النزاعات العربية والخلافات مع دول الجوار ودول الإقليم، كان سموه حاضرا وكانت رؤيته هي المبادئ التي يستهدي بها.
إن هذه الزيارات الموفقة وموقف سموه في مؤتمر القمة تؤكد على تصاعد أهمية المملكة العربية السعودية بوصفها دولة محورية تضم تحت لوائها دول العالم الإسلامي وتستقطب في صفوفها قلوب المسلمين إلى بيت الله الحرام ومسجد رسول الله الأمين.
وفق الله سموه في كل أعماله ورحلاته وأنجح مساعيه في تحقيق رؤيته في كل ما من شأنه أن يأتي بالخير والرشاد لبلادنا الحبيبة.
** **
علي بن حسين العواجي - مستشار وزير الحرس الوطني