فهد بن جليد
هل سيأتي اليوم الذي يُصبح فيه إنشاء (بريد إلكتروني خاص) لكل مواطن سعودي ومُقيم في بلادنا، أمراً إلزامياً (كقناة تواصل) رسمية له مع الجهات الحكومية والخاصة والأفراد الآخرين، هذا الحُلم والفكرة التي أطرحها هنا أرجو أن تتحقق قريباً في بلادنا العظيمة التي تعيش تحولات وتطورات كبيرة، وقفزات هائلة اختصرنا بها الزمن نحو المُستقبل لسنوات طويلة، ونحن نسير وفق رؤية المملكة 2030 م هذه الرؤية التي ننظر إليها كمنصة تحقيق المُستحيلات.
أكثر من دولة خليجية وغربية، تدرس فكرة إنشاء (بريد إلكتروني) رسمي وإلزامي لكل المؤسسات والأفراد فيها، باعتباره قناة تواصل رسمية تؤدي دور الهاتف في مرحلة سابقة، عندما كان رقم الاتصال الهاتفي هو الوسيلة الرسمية الأشهر للتواصل بين الأفراد والمؤسسات، المشروع الجديد طبقته (الدنمارك وسنغافورة) وغيرهما، وتدرسه اليوم بجدية دولة الإمارات العربية المُتحدة الشقيقة, بحسب ما أكده وزير العدل هناك من انتهاء دراسة المشروع والتفكير في تطبيقه على مراحل، بدءاً من إلزام مؤسسات الدولة أولاً بإنشاء بريد إلكتروني رسمي، ثم إلزام الموظفين في القطاع الحكومي والخاص، ثم بعد ذلك إلزام بقية المواطنين لاحقاً، بهدف إيصال الدعاوى القضائية كما كانت عليه الفكرة في البداية، ويبدو أنَّ الفكرة تطوَّرت لتصبح قناة تواصل رسمية مُعتمدة داخل الدولة.
يُمكنني أن أشبهه هذا المشروع الطموح لو تم إطلاقه في المملكة، بمشاريع (محو الأمية) سابقاً، وكيف نجحت الدولة - أعزها الله - إلى حد كبير في القضاء على الأمية، ونحن اليوم من أكثر الشعوب تعاطياً مع وسائل التواصل الاجتماعي والأنترنت، وقد ثبت بالتجربة أنَّ لدى المواطن السعودي قابلية واستعداد كبير للتطور والتعاطي التقني، بدليل الإقبال والتفاعل مع طُرق التقديم على حساب المواطن وغيره من التجارب، والتعاملات الإلكترونية الحكومية الأخرى الفريدة والمُتفوقة على مستوى العالم مثل نظام (أبشر) المُرتبط بالهاتف.
عندما نضع خطة عمل مُستقبلية لإضافة هذه الفكرة على باكورة أنظمتنا وتعاملاتنا المحلية التقنية، ونبدأ من حيث انتهى الآخرون مُستفيدين من تجارب هذه الدول، وفق الظروف والاحتياج المُناسب لنا، سيكتمل - برأيي - عقد فريد للخدمات في المملكة، ليُصبح البريد الإلكتروني تدريجياً جنباً إلى جنب مع الهاتف (عنواناً إلكترونياً إضافياً) يُضاف إلى العنوان الوطني، لو بدأنا بالخطوة الأولى اليوم، حتماً سيتحقق الحلم (لمُجتمعنا الشاب) في يوم آخر قريب.
وعلى دروب الخير نلتقي.