خالد بن حمد المالك
لا نحتاج إلى شهادة منصفة في وضع داخلي يندرج التصرف فيه ضمن حقوقنا واستقلالية القرار في بلادنا، وتاريخ المملكة يشهد لها أن لا تصرف أو عمل سيتم فيها دون أن تراعى فيه كل المعايير التي تصب في مصلحة مواطنيها، ولا أحد في الداخل أو الخارج يدَّعي بغير ذلك، أو يملك حجة أو سبباً يعوّل عليه لإثبات صحة وسلامة منطقه.
* *
لكن في ظل الغوغائية التي تستخدم كل المنصات الإعلامية والسياسية للحديث عن أوهام وتخرصات وقلب للحقائق مع كل عمل جميل يتم في بلادنا، أو إنجاز غير مسبوق يولد على الأرض، وتشاهده الأعين الفاحصة، لابد من شهود عدول، ومن آراء مستقلة لإخراس المرضى، وذوي السوابق من الدول والمؤسسات والأفراد.
* *
لهذا، جاءت زيارة السفير البريطاني لمشاريع تطوير حي المسورة بالعوامية، ووقوفه على ما يجري من عمل كبير لتطوير هذه البقعة الغالية من أرضنا، ثم حديثه الصريح عن مشاهداته وانطباعاته عن أرض كانت مسرحاً للإرهابيين بقيادة العميل (النمر) وبدعم من إيران، لتنقل إلى العالم الوجه الحقيقي لما أصبحت، أو سوف تصبح عليه العوامية بعد أن امتدت إليها يد الإصلاح، متزامناً وبدافع حمايتها من المجرمين، وتمكين المواطنين من العيش فيها بأمن وسلام ورغد عيش.
* *
يصف السفير البريطاني (سايمون كويس) سفير بريطانيا لدى المملكة المكان الذي يزوره في العوامية بمحافظة القطيف، حيث كان مرتعاً وحاضناً للإرهابيين، بأن هناك الكثير من الاستثمارات القائمة من حوله في هذا الجزء الغالي من أرض وطننا، وأن هناك جهوداً لعودة الأمن إلى بلدة العوامية، وأن الجهود تشمل تجديد هذا المجتمع، وفي هذا المكان - يقول السفير - لقد تمكنت السلطات السعودية من هزيمة الإرهابيين خلال العام الماضي، أي أن هذه الشهادة ليست من مسؤول سعودي، وإنما هي من طرف مستقل، وفيها ما يعرّي أصحاب النوايا السيئة، وخاصة السلطات الإيرانية والقطرية.
* *
قد يقول البعض إن المملكة في غنى عن شهادات كهذه، فهي لا ترتكب أخطاء تكون موضع إدانة أو نقد، ولكنها بمثل هذه الشهادة المقدرة من مسؤول بريطاني كبير، ينتمي لدولة كبيرة، تؤكد المملكة من جديد على سلامة مواقفها، وصحة قراراتها، وأنها بما قامت به في العوامية، إنما أرادت أن تحمي المواطنين الشرفاء من هؤلاء الخونة الذين باعوا ضمائرهم ووطنيتهم للشيطان الإيراني.
* *
يبقى أهلنا الشرفاء في محافظة القطيف، وتحديداً في بلدة العوامية، في أحداق عيوننا، نحبهم ونجلهم، ونهنئهم على أن دولتهم خصتهم بهذه المشاريع العملاقة، وأعادت إعمار العوامية من أجل راحتهم، وفعلت ما فعلت من أجل أن تخلصهم من هذه المصيدة الإرهابية التي كانت تهدد أمنهم وتعرض حياتهم للخطر، من فئة شريرة، تتآمر عليهم، وتأتمر وتنفذ بما يقوله أصحاب العمائم السوداء في طهران وقم.