لا يمكن لأحد أن يقلل من اهتمام المملكة بالقضية الفلسطينية وتقديرها لمعاناة وصمود شعبها، ولم يتخل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- يوما عن حماية القضية الفلسطينية بكل الطرق الدبلوماسية، والانتهاكات الأخيرة للمسجد الأقصى لم تجعل خادم الحرمين مكتوف الأيدي بل ساهم بشكل كبير وبذل الجهد لعدم إغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين وعدم منعهم من أداء فرائضهم وصلواتهم فيه، وإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد، فدائما تكون حكومة المملكة الرشيدة مهمومة بقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وأخيراً موقف المملكة والملك سلمان شخصياً من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث كان موقفه -حفظه الله- مندداً ومعارضاً لهذا القرار الأمريكي الجائر.
الوجدان السعودي ومشاعره مرتبط دائما بالقدس والمقدسات بداخلها بل مرتبط بفلسطين كلها، فالقضية الفلسطينية لها طابع روحي.. إن موقف المملكة من قضية فلسطين من الثوابت الرئيسية لسياسة المملكة وقامت المملكة بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية، ولهذا نجدها تتبنى جميع القرارات الصادرة من المنظمات والهيئات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتشارك في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية.
يقوم النهج السعودي تجاه قضية فلسطين على محاور متعددة.. أبرزها، الإيمان ببعد القضية العربي والإسلامي والدولي، والتركيز على الحلول والتفاهمات المشتركة مع القوى العربية والدولية للوصول إلى حل عادل دائم للقضية الفلسطينية يقوم على إقامة دولتين فلسطينية وعاصمتها القدس وإسرائيلية على أراضي ما قبل حرب عام 1967م.