رجاء العتيبي
مهما حاولت أن (تلمع) نفسك, أو تضع حولها (هالة), لن تنجح طالما أن الجماهير لا تريد ذلك, مهما قلت مهما فعلت ومهما استعنت بصديق, لن تنجح, ذلك أن الكاريزما حالة إلهية, وشيء لا يمكن أن تصنعه أو تتكلّفه, أو تشتريه, دعك من المحاولات البائسة واشتغل على منجز تعترف به الجماهير.
حتى لو استعنت (بأفعل) التفضيل, وقلت عن نفسك: الأفضل الأحسن الأبرز الأميز لن تصل إلى ما تريد, ولو أوعزت لآخرين أن يقولوا ذلك نيابة عنك, ستظل كما أنت, واحذر أن تنخدع ببعض النتائج المريحة, تأكد أنها مؤقتة, وستعود إلى سابق عهدك شخص عادي لا أكثر ولا أقل.
استجداء المديح عملية مرهقة, ستتعب وأنت تطلبها ممن تعرف ومن لا تعرف, تشبه المتسوّل عند إشارة المرور, هذا يعطيه وهذا يمنعه وسط حالة من (البهذلة) والضعف والهوان, ولو أن هذا المتسوّل بحث عن المال بعرق جبينه لكان أحسن حالاً.
في الوقت الذي يكرهون فيه الحقيقة, ثمة أناس يحبون المديح حتى لو كان كذباً, منطق معووج وفكر مختل, هذا أقل ما يوصفون به, وبعض المطلعين يخففون الوصف ويوعزون ذلك إلى حالة (نفسية) وشعور بالنقص, والمديح أياً كان يجعلهم في حالة توازن نفسي ولو لفترة قصيرة فالنقص شعور لا يُطاق.
والغرور حالة أخرى, تجعل صاحبها يبحث عن المديح, متوهماً أنه الأفضل وهو بخلاف ذلك, ولكن حبه المتطرف لنفسه يجعله يشعر (بالتيه) هكذا من تلقاء نفسه, ويتوهم أن الناس يرون ما يراه هو, وإذا صادف شيئاً غير ذلك في حياته وردود فعل مخالفة لمشاعره , يتحول إلى كاره وحاقد ومنتقدم, ثم منبوذ اجتماعياً.
حب الناس لشخص ما, نفحة إلهية, يهبها لمن يشاء, وليس كل من شاء حصل عليها, هي ثمرة شخصية (مريحة) و(تفاصيل) متناسقة, وروح (جميلة) ونفس (خيرة) ومنتج (مدهش) وطاقة (مؤثّرة) ومقولات (ملهمة), وإنسان يحب كل الناس.
هذه الصفات لن تصل إليها طالما أنها لم تكتمل في شخصيتك, لا تُشترى بالمال ولا تُباع, ومهما حاولت أن (تسوقها) أو يسوقها لك آخرون لن يفيد طالما أن الرحمن لم يهبها لك, اقتنع بما وهبه الله لك, ولا تطلب المستحيل.
لن يعذرك الله والناس إذا أخطأت بحق أحد, المشكلة لديك, وليس لديهم, أصلح حالك (تنصلح) لك الدنيا, ترجع نفساُ مطمئنة لا تغره الدنيا ولا يغره بالله الغرور.