«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
ما أسعد أن يجد الكاتب بين فترة وأخرى صدى لما يكتبه، خصوصا عندما يأتي هذا الصدى من رجل على قدر كبير من العلم والثقافة وله تجربته الإعلامية الثرية.. ويعلم الله أنني كنت سعيدا جدا بما آثارته «إطلالتي « من وحي عين أم سبعة. من هيجان ذكريات أستاذنا الكبير والأديب (عبد الرحمن بن فهد الراشد) فراح يسرد بأسلوبه السهل الممتنع عن ذكرياته في الأحساء أيام دراسته في المعهد العلمي بالهفوف قبل عقود. وراح أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية والقراء الأعزاء يصف جوانب ومشاهد أشبه ماتكون بلقطات سريعة الايقاع. لكنها مثيرة للمتعة والبهجة كونها أعادتني وأعادت كل من قرأ تعقيبة الرائع على هذه الاطلالة كيف كانت عليه جماليات الأحساء وعيونها وينابيعها المتعددة والتي كان بعضها أشبه بالبحيرات. كعين الحارة. وأم الخدود والجوهرية. وأم سبعة .بل راح سعادته يذكر جوانب أخرى ومشاهد لا تنسى. عاشها في الـحساء و ذكرته بها «عين أم سبعه» بل إنه اتهم ذاكرته: (التي تعاني من كثرة الثقوب في سقفها جراء مرور ستة عقود على تلك الحقبة) لكن ما شاء الله وتبارك الله فما أشار اليه من مشاهد ومعلومات وأسماء تؤكد عكس ذلك.
وجاء في تعقيبه الكريم: تساؤل محمود لشخصي المتواضع. فكتب يقول: في تساؤل أوجهه للأستاذ أحمد المغلوث ماذا بقي من ذاكرة الهفوف هل بقيت دروازة القرن ودروازة الكوت وهل بقي سوق الخميس بنكهته المحلية البحتة وهل بقيت وسائل التنقل التي أثارت هذا الحديث مني ومنك ومن صاحب الحمار إذ كنا نشاهدها تجوب الطرقات، أم أن التحولات الحياتية في حياة الناس جعلتها في عالم الذكرى ولعل في المعرض الذي أشرت إليه ما يوثق شيئاً من ذاكرة الهفوف..) أ.هـ .
وبفضل الله .فمعرضي يشتمل على العشرات من اللوحات التي رسمت فيها تقريبا كل ما جاء في تساؤله. فمنذ عقود وأنا أجسد جماليات الأحساء وما تزخر به من طبيعة خلابة ومعمار متميز وأسواق نابضة بالحركة والنشاط في لوحات متعددة. ومن هنا، اعتبر هذا المعرص هو نواة «متحف» ذاكرة بانورامية للهفوف بشكل خاص والأحساء بشكل عام. والحمد لله هناك من يتردد عليه من داخل الأحساء وخارجها يشاهد ذلك وفي هذه «الاطلالة» ولتسمح لي العزيزة الجزيرة أن أرفق مع هذه السطور لوحات عن عين الحارة ودرواز القرن. وشارع القيصرية وسوق الخميس. وماذا بعد إذا كان أستاذنا الكبير «الراشد» يحتفظ بذكريات يغبط عليها عن الأحساء فكم. هو جميل أن يقوم نادي الأحساء الأدبي وضمن نشاطاته وفعاليات باستضافة حبيبنا «عبد الرحمن الراشد» ليحدثنا عن ذكرياته الثرية عندما كان طالبا في معهدها العلمي. بل وغيره من الذين درسوا في الأحساء او عملوا فيها ليحدثونا عن ذكرياتهم عن أحساء الخير والعطاء. نأمل ذلك.