«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
في محاضرة قيِّمة لسعادة المهندس عثمان بن حمد الخويطر نائب الرئيس للإنتاج وهندسة البترول وتطوير الحقول السابق في شركة أرامكو السعودية في نادي الأحساء الأدبي مؤخراً أشار سعادته عن اكتشاف غاز صخري بكميات كبيرة في الأحساء وبالتحديد (في العقير، وأوضح فيها عن قرب بدء عملية الإنتاج بكميات محدودة في البداية لكسب الخبرة. هذه المحاضرة كانت حديث الناس في الأحساء وغير الأحساء في مجالسهم الخاصة وحتى العامة. هذا وأعلنت أرامكو السعودية أن باكورة إنتاجها من الغاز الصخري في المملكة يبدأ نهاية الشهر الجاري، وأن المشروع سيصل إلى طاقته الإنتاجية المستهدفة نهاية العام، مشيرة إلى أن موارد السعودية من الغاز الصخري والمصادر الأخرى البديلة ضخمة. ونظراً لأهمية أن يعرف قراء «الجزيرة» الأعزاء عن هذا الغاز الصخري رأيت أن تكون «إطلالة» اليوم عن هذا الغاز المدهش والثمين والذي يشكِّل ثروة كبرى لكل دولة تمتلكه وتطوره وتسوّقه.. وتاريخياً فإنه وقبل أربعة آلاف سنة. وفقاً لهرودوتوس تم استخدام النفط المستخرح في بناء جدران وأبراج بابل. كانت هناك حفر نفط بالقرب من أرديركا (بالقرب من بابل) ونبع زنبق في زاكينثوس (جزر أيونيان، اليونان). وتم العثور على نهر الفرات. وتشير المراجع الصينية إلى الاستخدامات الطبية والإضاءة للمادة النفط . فكانت الصين القديمة منذ أكثر من 2000 عام. ومن خلال كتابات قديمة أشارت إلى استخدام النفط في حالته الخام دون تكرير تم اكتشافه لأول مرة واستخراجه، واستخدامه في الصين في القرن الأول قبل الميلاد. بالإضافة إلى ذلك، كان الصينيون أول من استخدم النفط كوقود في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد وتم حفر أقدم آبار النفط المعروفة في الصين في 347 ميلادي أو في وقت سابق. كان لديهم أعماق تصل إلى حوالي 800 قدم (240م) وتم حفرها باستخدام قطع متصلة بأعمدة الخيزران.. وقبل استخدام النفط كوقود كان يستخدم عند القبائل الأمريكية من الهنود الحمر في العديد من الاستخدامات كمرهم. وطارد للحشرات وتلوين البشرة، وفي الاحتفالات الدينية وكان ولاية «بنسلفانبا» من أوائل الولايات التي اكتشف النفط فيها. ومن ضمنه الغاز الصخري، هذا وتؤكّد السجلات القديمة للصين واليابان والتي تحتوي على العديد من التلميحات لاستخدام الغاز الطبيعي للإضاءة والتدفئة. كانت شركة البترول تعرف بالمياه المحترقة في اليابان في القرن السابع. وفي كتابه «Dram Pool Essays» الذي كتب في عام 1088، ابتكر العالم وعالم الدولة، شين كو من أسرة سونغ، كلمة «النفط الصخري» للنفط الذي لا يزال المصطلح المستخدم في الصينية واليابانية المعاصرين.. وحسب الموسوعة العالمية «الانسكلوبيديا» فالنفط الصخري هو نوع من النفط الخفيف ويتم إنتاجه من صخور تحتوي ترسبات مادة الكيروجين يتم تحويلها بالحرارة إلى سائل هيدروكربوني بديل للنفط الخام وتكلفة استخراجه أعلى ويختلف عن النفط الرملي أو الغاز الصخري والنفط الخام الطبيعي. وفي أمريكا حصلت ثورة ضخمة في إنتاجه خاصة في ولاية تكساس الغنية بهذا النوع من النفط.. هذا وقبل الحرب العالمية الثانية كان النفط الصخري يستخدم كوقود نقل. وبعد ذلك كان يستخدم كمادة خام للأوساط الكيميائية والكيمياويات النقية والراتنجات الصناعية وكمادة حافظة لخشب السكك الحديدية. اعتباراً من عام 2008 أصبح يستخدم في المقام الأول في التدفئة وباعتباره وقوداً بحرياً.. وماذا بعد الجميل أن مواقع إنتاج الغاز الصخرى في المملكة تقع بعيداً عن المدن بمسافة تجعلها مثالية للعمل فيها بدون أن تتسبب لأضرار أو متاعب لمن يسكن بجوارها كما هو الحال في دول باتت تنتج الغاز والنفط الصخري. كون عملية استخراج هذا النوع من الغاز مكلفة، حيث تشمل التكسير وحقن السوائل في جوف الأرض مثيرة للجدل، رغم أنها تعد من الوسائل المعتمدة في استخراج موارد الطاقة من الصخر النفطي في أمريكا مثلاً. وأوضح العلماء أنه بعد استخراج النفط والغاز من الأرض تتشكل إفرازات لمياه مالحة سرعان ما تضخ مجدداً في الأرض.