عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. لم يوفق رؤساء أندية النصر والهلال والأهلي (حديثو عهد بالإدارة) مطلقاً بعد تراشقهم واتهاماتهم عبر تغريدات في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ولأول مرة تحدث، مما حدا بالاتحاد السعودي لكرة القدم لإصدار بيان يستنكر فيه الأسلوب الذي سلكه رؤساء الأندية المذكورة وشجبه للتصرفات غير المسؤولة وتحميلهم مسؤولية تنمية التعصب والتشجيع عليه بين جماهير الأندية.
كم كنت أتمنى أن يكون هناك موقف قوي وحازم من قبل الهيئة العامة للرياضة كونها المسؤول الأول عن كافة الأندية والكيانات وتعتبر المرجع الرئيسي لها، وليس الأمر مقتصرا على كرة القدم فقط ليكون الاستنكار من اتحاد اللعبة فإدارات الأندية ورؤساء مجالسها جميعها وعلى رأسهم رئيس النادي مرجعيتهم الهيئة العامة للرياضة والحقيقة أن ضعف الخبرة وعدم تقدير الأمور جعلت رؤساء تلك الأندية تجعل أحد المواقع مرجعاً للتعبير وطرح فكر لا يمت للعمل الإداري أو الاحترافي بصلة.
لقد شاهد وسمع الجميع ما دار وذكر منذ إعلان رئيس النصر انسحاب ناديه من ميثاق الشرف وهذا أمر يخص ناديه وما أن أعلن الانسحاب إلا وانهالت التعليقات والتهديدات من كل حدب وصوب ناهيك عن التهديد والوعيد من كل الأطراف بخطف لاعبي الطرف الآخر وارتفعت نبرة المزايدات وكلمة المفاوضات وهذا جميعه يتنافى مع التوجه العام لسياسة الاحتراف والعمل الاستثماري حتى ولو لم يكن هناك ميثاق شرف لأن الاحتراف في كرة القدم تحكمه أنظمة وقوانين دولية، ولا أعتقد أن الوقت مناسب لمثل هذا التراشق فالمرحلة الحالية تتطلب وحدة الجماهير والرياضيين بصفة عامة على مختلف ميولها للوقوف خلف المنتخب واللاعبين الذين تنتظرهم مشاركة في كأس العالم.
والغريب في الأمر بالنسبة لي أن جميع رؤساء الأندية المغردين غارقة أنديتهم في الديون ولديهم عجز ولم يستطعوا سداد مستحقات عقود ومرتبات لاعبيهم وأجهزتهم الفنية والإدارية، ومعظمهم لديهم قضايا في الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) ولولا الله ثم تدخل رئيس الهيئة في حل وتسديد معظم القضايا لكانت تلك الأندية قد هٌددت بسحب نقاط أو تهبيط للدرجة الأدنى، فكم كنت أتمنى أن أشاهد عملا إيجابيا وبداية موفقة للرؤساء للنهوض بأنديتهم والاستعداد للموسم القادم وإسعاد جماهيرهم وليس الجلوس أمام مواقع التواصل والتويتر لتغريداتهم فهذا يتنافى مع الفكر الإداري المنظم الذي تنشده الأندية والتي عانت من سوء الإدارة لعقود من الزمن.
نقاط للتأمل
-كان تتويج نجوم الموسم الذي نظمه اتحاد كرة القدم مقبولاً من حيث الاختيار إلى درجة عالية إلا أنني أرى أن فوز مدرب الفيصلي كأفضل مدرب في الموسم غير منصف وغير عادل في حق المدرب الوطني سعد الشهري الذي كانت بصمته واضحة وانتشاله فريق الاتفاق من المراكز المتأخرة إلى المركز الرابع وهذا يعتبر عملا إعجازيا لمدرب قاد فريقا مهددا بالهبوط إلى المركز الرابع الذي يعتبر المربع الذهبي وإذا كان السبب أنه لم يقد الفريق طول الموسم ولكن العبرة والنتيجة في النهاية المثالية والحصيلة العامة ومركز الفريق في سلم الترتيب واعتقادي أن اللجنة قد جانبها التوفيق في مسألة المدرب ما عدا ذلك فالأمر مقبول ومتفق عليه من الجميع.
- أقيمت مساء الثلاثاء الماضي قرعة البطولة العربية لكرة القدم في جدة بحضور ممثلين لأندية واتحادات لأكثر من ثلاثين ناديا يمثلون أكثر من عشر دول عربية في أجواء احتفالية وتجمع عربي رياضي مبهر امتد ممثلوه من المحيط إلى الخليج وأفرزت لنا القرعة لقاءات تنافسية كبيرة ومثيرة وقوية ستكون بنظام الذهاب والإياب في بطولة ستعتبر الأقوى من بين جميع البطولات العربية لقوة الفرق وعددها الكبير والنظام المعمول به والجوائز الضخمة المرصودة للتتويج، فبالتوفيق لجميع الأندية المشاركة وللتجمع العربي المبارك.
- أعلن مساء الاثنين الماضي قائمة المنتخب السعودي الأول للمرحلة الرابعة والإعداد المقرر استعداداً للمشاركة في مونديال كأس العالم في روسيا والذي لم يبق على انطلاقته سوى شهر وثلاثة أسابيع تماماً ولكن ما لفت انتباهي إلى القائمة والتي شهدت انضمام بعض اللاعبين المصابين والبعض الآخر في آخر عمره الرياضي واحتياطي في ناديه وهناك من هو قليل الخبرة، فكل الأماني أن يكون التمثيل العالمي للاعب الأفضل والأميز وليس تكريم ومشاركة لاعبين لا يمكن أن يصنعوا فرق التميز أو يصعدوا بالفريق لدوري الستة عشر كما حدث في مونديال 94 والمشاركة المشرفة.
- حاجة واحدة عجزت أن أجد لها تفسيرا منذ عدة مواسم ولكن بعد تصدي الهيئة لتجاوزات الأندية المالية ودراسة مديونياتها أصبح التساؤل أكثر أهمية ليطرح كيف يسمح للأندية المديونة والتي لا زالت المشاكل لديها قائمة مادياً يسمح لها بالتعاقد مع مدربين جدد ولاعبين محترفين والبعض يبحث عن استبدال لاعبين محليين وأجانب كيف يحدث ذلك؟ هل ننتظر أن يأتي المنع والحرمان من اتحاد اللعبة الدولي (الفيفا)؟ ما هو دور لجان اتحاد اللعبة مثل لجنة الاحتراف واللجنة المالية التي من مسؤولياتها متابعة ميزانيات الأندية؟ ألم يأت الوقت الذي يجب أن يمد كل نادي رجليه على قد لحافه؟ غريب عجيب.
خاتمة: عندما تنضج ستحمي خصوصية حياتك كأغلى ما تملك لكي لا يفسدها فضول الناس.