موضي الزهراني
في الآونة الأخيرة ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة «السناب شات» أصبح المواطنين على علم واطلاع بجهود الجهات المسؤولة عن راحته وأمنه واستقراره الوطني، والتي قد يجهلها لسنوات مضت! فهذه الجهود العظيمة كانت مُغيبة عن المواطن ولايعلم عن ضخامة الاستعداد لها، أو مخاطر القيام بها وهو نائم قرير العين في منزله! ومن أكثر الحسابات النشطة للكشف عن المخالفات الأمنية مثلاً هو «الحساب الأمني» الذي يستحق الإشادة بدوره المتابع باستمرار لكل المستجدات الأمنية في بلادنا، وساهم في ربط المواطنين بالجهات الأمنية الحساسة وهم في منازلهم، من خلال نقل الحدث مباشرة لهم، والجميل أن ذلك الحدث متنوع مابين نقله للمناسبات الأمنية التي نفتخر بها، أو نقله لتفاصيل بعض المداهمات الأمنية الخطرة لمواجهة المخالفين للأنظمة، أو المستغلين لتلك الأنظمة للتخطيط للفساد وإثارة الفتن ونشر الفساد في البلاد! ثم نأتي لأحد الحسابات الهامة جداً وهو حساب أحد الناشطين على حساب السناب وهو «فيصل العبد الكريم» المتخصص في نقل المداهمات التجارية والغذائية والصحية، هذا الحساب الوطني النشط كشف لنا صاحبه مشكوراً مدى الاستغلال الذي يمارسه الكثير من العمالة ضدنا ونحن في غفلة من أمرنا! فالمداهمات المتنوعة التي ينقلها لنا بشكل يومي سواء في مجال الصحة، أو التغذية، أو التجارة، بقدر ما تدعو للفخر والاعتزاز بالوطنية والحماس الذي نراه بشكل مباشر من رجال الرقابة والممثلين لبعض الجهات المعنية في تلك المداهمات، وبقدر حجم مسؤوليته في تشجيع المواطنين على التبليغ عن المخالفات بدون تردد أو خوف، إلا أن تلك المداهمات التي يتم اكتشافها بشكل يومي تدفعني لطرح الأسئلة التالية:-
- أين الرقابة الصحية والبيئية عن هذه العصابات التي تمارس الغش والكذب والتزوير ضد صحتنا وتغذيتنا سنوات طويلة؟! أين دور بلديات الأحياء عن مراقبة استغلال تلك المنازل المهجورة في بعض الأحياء الشعبية لتصنيع وتجهيز بضاعاتهم المغشوشة والفاسدة والقيام بتوزيعها على المحلات التجارية بدون تصريح ولارقابة ولا حماية للمستهلك؟!
- من المسؤول عن جرأتهم في استغلال النظام، واستغفال الجهات المسؤولة، والقيام بكل ثقة في الإعلان والتسويق لأنفسهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والصحف الإعلانية بدون خوف من العقوبات؟!
- من المسؤول عن استمرارهم لسنوات في هذا الفساد التجاري، وممارسة عملهم في مواقع سكنية مشهورة بكل ثقة، والمخاطرة بصحة وحياة الناس كمثل «مركز التجميل المشهور في طريق العروبة بالرياض» بدون خوف من الرقابة تداهمه في أي وقت؟!
لذا فإن هذه المداهمات التي تنصب جميعها في مصلحة الوطن، الأولى ألا تقف عند القبض على هؤلاء المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل فقط، بل لابد من الكشف عن رأس الفساد الذي شجعها على ذلك والمستتر من خلفها!