هالة الناصر
عندما تذهب لأوروبا أو لأي مكان في العالم تستغرب من انتشار المطاعم التركية والإيرانية، ودخولها لمنافسة المطاعم الهندية المنتشرة في أنحاء العالم، في أهم مكان في جنيف والتي تعتبر قبلة سياح العالم مقابل محطة القطار الرئيسية ونافورة جنبف تجد مطعماً تركياً يقابلك فور أن تخرج من المحطة متوجهاً للنافورة، تستغرب كيف حصل على هذا المكان المهم الذي لن يكون مبلغ إيجاره بالهيِّن على مطعم شعبي يقدِّم أطباق الشاورما وبعض الأكلات الشعبية التركية التي لا توحي بأن المطعم يحقق أرباحاً من البيع مقابل إيجار المكان ورواتب العاملين، وكذلك الحال بالنسبة للكثير من المطاعم الإيرانية، تجد مطعماً إيرانياً يقدِّم أكلاته الخاصة وفي مكان مهم جداً وفخم جداً يرتاده علية القوم في بلد مهم مثل أمريكا أو غيرها من بعض الدول الأوروبية، تثير ريبتك فخامة المكان وقيمة المشروع المادية التي لا يمكن أن تحقق ربحاً بحسبة اقتصادية بسيطة حتى لو ازدحم المكان بالزبائن ليل نهار، من المؤكّد أن هذين الدولتين - تركيا وإيران- لا يمكن عزل أي شيء يخصهما عن أجندتهما السياسية المبنية على جنون عظمة ووهم تمدد إمبراطوريتهما التي بادت لغطرستها وتعاليها ولا يمكن أن تعود لأنها لا تتوافق مع الحضارة البشرية التي ترفض العنصرية بأي شكل من الأشكال وهذه من أهم الأسباب التي جعلت أوروبا تجفل وتستريب من الموافقة على انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بشكل كامل، الحلم الذي طالما ركضت خلفه تركيا بكل ما تملك ويئست من تحقيقه على أرض الواقع، ما قامت به مسك من عمل رائع من خلال مشاركة المطعم السعودي في مؤتمر دافوس بسويسرا وتقديمه لوجبات مستمدة من التراث السعودي وحقق نجاحاً كبيراً ونال إعجاب النخب السياسية والاقتصادية من جميع أنحاء العالم، كما أن الأكلات الشعبية التي قدمت لضيوف القمة العربية في الظهران والتي حققت نجاحاً منقطع النظير وحصلت على إشادات الجميع بمن فيهم الصحفيون الغربيون الذين حضروا لتغطية القمة، هذا النجاح يقودنا إلى التفكير جدياً بدعم انتشار المطعم السعودي عالمياً، لاسيما ونحن الذين نملك قائمة طويلة من الوجبات الشعبية التي ستنجح بسهولة وستجد إقبالاً من جميع شعوب الدول الأخرى، وقد أشاد الكثيرون بتميز الوجبات الشعبية السعودية، لذلك نتمنى أن نشاهد في كل زاوية جميلة من مدن العالم مطعماً سعودياً يقدم ثقافتنا ويقود الأحاديث عن حضارتنا العريقة ويسم صورة جميلة عن وطن جميل وشعب طيب لم يشاهده العالم بشكل كاف.