في تعاطينا وتفاعلنا مع المواقف لابد أن تختلف ردود الأفعال ويكون نتاجها ذكريات تعود بنا كلما راودنا الحنين وتكشف الدمع عن صورة مضت وليتها تعود.!
قبل أسبوع من اليوم كانت هناك لحظة وداع مميزة بعيدة كل البعد عن فرص العودة بالرغم من حضور الأمل فيها أن يتجدد عهد اللقاء.
تلك اللحظة رغم هيبة الوداع وتكامل أطرافه لم تكن غير درس كنت بحاجة إليه لأخرج من ميدان وجع كاد أن يفتك بي إلى ساحة الحياة مرة أخرى محملة بالأمل وكأنني خلقت من جديد، وكأن كل ما مضى كان اختبارا تجريبياً لصبري وقدرتي على قفز الحواجز كفرس حكم عليها بالموت لأن ساقها كسرت .!
هذا الوداع الذي جاء بعد لقاء قصير ولكنه أضاف لي الكثير تعلمت منه أن العلاقات لا تقاس بالسنوات ولكن بمن يعطيك وهو لا يبخل عليك وبمن يصنع لك الفرصة تلو الأخرى لتكون أفضل مما تتمنى. المعرفة التي نبحث عنها وكأننا لم نتعلم قط هي في حد ذاتها سقيا تسللت إلى شرايين الحياة الجافة فينا لتعاود نبضاتنا وأنفاسنا الانتظام مرة أخرى.
أن تتعلم كيف ترحل وكيف تقول وداعاً دون أن تسمح لمن حولك أن تتفطر قلوبهم حزناً على رحيلك، مهارة القيادة لدفة الحياة ومنح الأمل حتى وأن نأت به المسافات.
الوداع الراقي دمعته ابتسامة ..!
** **
- بدرية الشمري