عبد العزيز الصقعبي
كل عام وقبل شهر رمضان المبارك تبدأ القنوات الفضائية ببث إعلانات عن أهم المسلسلات التي تعرضها، ويكون هنالك سباق على من يستطيع أن يكسب أكثر مشاهدة، لأنه يترتب على ذلك توجه من المعلنين لبث دعاياتهم في الأوقات التي يعلمون أن أغلب المشاهدين يتابعون مسلسلا ما أو برنامجا رمضانيا.
هو سباق بين تلك القنوات، ففي سنوات سابقة كانت القناة السعودية الأولى في المقدمة، بسبب مسلسل «طاش ما طاش»، ثم تراجعت بعد أن تحول المسلسل إلى ال إم بي سي، وتراجعت بعد ذلك كثيراً بعد أن انتقل أغلب نجوم الدراما إلى فضائيات خليجية، والآن ومن خلال الإعلانات المكثفة للقناة الجديدة إس بي سي « الثقافية سابقاً» أجد أن هنالك توجها لتقديم قناة مشابهة للقنوات المعروفة والتي عليها إقبال شديد، ولا أدري هل سيطرأ تغيير على القناة السعودية الأولى.
أعتقد أن زمن الرهان على المسلسلات قد ولى، والبحث عن شريحة جديدة من المشاهدين في ظل وجود مئات الفضائيات ووجود المواقع الإلكترونية التي تبث البرامج والمسلسلات بعد عرضها مباشرة عبر الحاسب أفقد قيمة القناة الفضائية التي دفعت مئات الآلاف أو الملايين لتضمن حصرية بث مسلسل ما.
يجب أن يعرف جميع القائمين على التلفزيون أن الجيل الجديد وهم الأكثرية، ابتعدوا عن متابعة التلفزيون، وربما جميع القنوات العربية، وأصبحوا مدمنين على متابعة المسلسلات الأجنبية باللغة الإنجليزية، عبر أجهزة الحاسب المحمولة، فهم يعرفون متى يبدأ موسم المسلسل ومتى ينتهي، إذا البقية هم مجموعة من المغصوبين على متابعة الفضائيات، لعدم معرفتهم بالمسلسلات الأجنبية، وهم قلة قليلة لا يراهن عليها.
أنا هنا أطرح وجهة نظري بناء على ما وصلني من معلومات عن بعض المسلسلات والبرامج التي ستعرض في شهر رمضان، وأن النسبة الأكبر هي مسلسلات مصرية، إضافة إلى مسلسلين أو ثلاثة انتاج سعودي بصورة أشبه بحلقات «طاش» وأنا هنا أقول إن زمن طاش ولّى، والحلقات غير المتصلة التي تناقش مشكلات المجتمع ملّ المشاهد منها، وما يضحك قبل سنة قد يكون سامجاً الآن، لذا لا بد أن يكون هنالك مشاريع درامية كبيرة، وليست سلق، يتم اختيار القصة بعناية و يجند لها فريق كبير للتنفيذ بصورة احترافية، بمعنى أن يكون هنالك إدارة للدراما في جهاز هيئة الإذاعة والتلفزيون، تتابع الإنتاج وتشرف عليه.
عندما أعلن الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الأسبق قبل سنوات عن إطلاق مجموعة قنوات من ضمنها الاقتصادية والثقافية وأجيال وهي خاصة بالطفل، إضافة إلى الإخبارية، توقعت أننا دخلنا مرحلة إعلامية جديدة، وقد كانت الفرصة وقتها متاحة، ولكن للأسف لم تكن هنالك رؤية ولا خطة واضحة لتوجهها وهنا أتحدث عن الثقافية والاقتصادية، إضافة إلى شح الموارد المالية، لذا فقد أغلقت الاقتصادية وتم تحويل الثقافية إلى قناة منوعات، وقد تحدثت عن ذلك في مقال سابق كتب في وداع الثقافية، وأنا ومن وجهة نظر خاصة أرى أن جهاز التلفزيون السعودي يحتاج إلى تحديث القناة الأولى السعودية، وإطلاق قناة تعتمد على أرشيف التلفزيون، وهو ثري، اسوة بدبي زمان، والقرين، وماسبيرو زمان، وتخصيص قناة للثقافة بصورة مختلفة عن السابق تعتمد على البرامج الوثائقية، والعلمية، لأن هنالك شريحة كبيرة من المشاهدين يتابعون بشغف البرامج الوثائقية والقنوات العلمية مثل ديسكفري وناشيونال جيوغرافيك، بالطبع الإبقاء على قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية لأهميتهما، أعود وأقول أتمنى ألا تكون القناة الجديدة نسخة سعودية للقنوات المصرية الحديثة أو دبي أو أبوظبي أو إم بي سي، هذا تحدي في زمن ليس هنالك من يغصب على الإعجاب بشيء أو متابعته، لأن الريموت كنترول بيد كل مشاهد، فهل تستطيع هيئة الإذاعة والتلفزيون أن تبعد ذلك الجهاز عن أيدي المشاهدين.