د. صالح بن سعد اللحيدان
النقض أصل من أصول ضبط الحكم القضائي حينما ينظر من خلاله إلى (الاعتراض) من المدعي إذا حكم عليه أو من المدعى عليه إذا كان كذلك.
وأصل النقض على أنه موازنة حقوقية أصله هو ضبط القضاء أن يزل أو يتسرع أو ينخرم أو ينقص في الأوراق ما يدعو إلى الخطأ في الحكم القضائي.. والقاضي.. ليس يحكم إلا من خلال ما بين يديه وما يتسمع إليه من أدلةٍ وبراهين وشهود ووثائق.
لكن إذا كان..القاضي.. موهوباً بصرف النظر عن ورعه وقوته وسمته إذا كان: موهوباً فإنه قد يُدرك أموراً ليست بين يديه وحين يبحث ويستنطق ويقارن تتكشف أمامه أمور يدرك منها ما يوجب إعادة النظر والحكم من جديد، وهذا أسميه نقض (الحكم القضائي) من خلال نقض القاضي حكمه السابق ليحكم ينظر من جديد وهذا ما كنت أوصي به القضاة عام 1400هـ حتى عام 1407هـ لئلا يكثر النقض وتراكم القضايا لدى هيئات التمييز «الاستئناف».
لا سيما إذا كان المدعي أو المدعى عليه أو أطراف القضية إذا كان واحد منهم ضعيف أو خائف أو لا يُحسن المرافعة ولا يُحسن الكلام وإيصال ما يُريده فهنا فإن «الموهبة» لا الفراسة تعطي شيئاً جليلاً ليس في القضاء بل في سائر الحالات التي تخضع للنظر قضائياً أو سياسياً أو إدارياً أو ثقافياً أو خلقياً.
وفي هذا «المعجم» أبين مفردات النقض حسب الجهد فأذكر أن:
1 - النقض : الإبطال.
2 - النقض: الإزالة.
3 - النقض: إفساد ما ظاهرة الصلاح.
4 - ونقض: هدم.
5 - ونقض: ترك.
6 - وناقض: مبطل.. بكسر الطاء.
7 - ومنتقض: يراد هنا أن اللائحة الاعتراضية ليست بشيء «وهذا يكون بكسر القاف»
8 - ومنتقض: بفتح «القاف» وهذا أعني به أن الحكم قد يتم نقضه.
وأصل الكلمة /ثلاثية/ « ن.. ق.. ض.. »
ومن المعاني في هذا قوله تعالى: (ينقضون الميثاق) وقد تكلم عن النقض كثير من العلماء كابن قدامة.. والسرخسي.. والنواوي.. وابن عابدين.. والأموي.
وذكره على أساس التقعيد والتأصيل كل من:
1 - السمعاني في (قواطع الأدلة) 4/308.
2 - الغزالي في (شفاء الغليل) ص217.
3 - البغدادي والخطيب في (الفقيه والمتفقه) 1/ 522.
4 - البيضاوي في (المنهاج) ص211.
5 - البخاري في (كشف الأسرار) 4/ 76.
6 - الجصاص في (الأصول) 4/255.
7 - الباجي في (المنهاج في ترتيب الحجاج) ص185.
لكن هذه الأسفار لعله لا يكفي فيها مجرد القراءة بل التدبر وقوة التمعن وإعادة القراءة خاصة ما ذكره (الجصاص) و(السمعاني) و(البيضاوي) ولعل للعقل الدور الأوفر في استنطاق المراد مما ذكره هؤلاء الكبار حقاً.
وغالب الظن أن تدبرها بروية وشفافية هذا كافٍ لصقل الموهبة حال وجودها أصلاً لكنها أي هذه الكتب تعطي اكتساباً جيداً لمن تضاءلت لديه الموهبة، أو كان من طبعه العجلة أو مجرد التجارب من خلال طول العمل أو كان لديه طبع حار أعني بذلك شديد الحساسة.
والنقض بحد ذاته مشكلة تحتاج إلى قوة نظر وشدة عموم تدبر وتمعن ورهافة حس للوقوف على أشياء قد تكون ناقصة، أو قد تحتاجها القضية.
وهذه نقطة يُحسن نظرها وتدبرها لأنها بحاجة إلى العقل المكين المستوعب قوي الملاحظة ومعرفة الأشباه والنظائر.
«خاص»
الشيخ: جبران بن نوفل بن عايد الفيفي / سامطة... جيزان
نعم دائماً يا شيخ جبران أذكر (اللاشعور) عند الموجب لهذا والسبب في هذا أن اللاشعور/ أو العقل الباطن فيه تراكمات كثيرة ومتنوعة وهو أشبه ما يكون بصندوق أسرار وهذه الأسرار لا تظهر إلا عند الحاجة إليها فقط.
فحينما تتشابه: /الحالات /الصور/ الوقائع يكون هناك استدعاء مباشر لما في هذه المنطقة دون إرادة منك أو طلب فقط تظهر فجأة وهنا يعطي الشخص شيئاً مهما لما بين يديه من رأي أو حكم أو حب أو نفور.
ولم أزل أستعين في العلاج التشخيصي بهذا في كثير من الذين يزوروني في الحالات النفسية الصحبة أستنطق هذه المنطقة.
وكثير ما يقفز منها دون ما أريد ودون أن أطلب هذا كطريقة العلاج أو نوع المرض كالفصام بأنواعه أو الكآبة أو الاكتئاب أو الذهان بل أحياناً اكتشف بعد سؤال وسؤال أن زائري هذا من النوع الحاسد أو الذي وقع بسبب دعوة عليه أو أنه فقط يبالغ في حياته أو هو طموح لا يحسن التصرف.
تقديري لك دائماً.