«الجزيرة» - المحليات:
تلبية لدعوة رسمية من حكومة بليز ومنظمة بورت لويولا للنساء، قام وفد عالي المستوى من أوفيد - صندوق أوبك للتّنمية الدّولية - برئاسة المدير العام، سليمان جاسر الحربش، بزيارة رسميّة إلى بليز التقى خلالها برئيس الوزراء دين بارُّو، وعدداً من كبار مسؤولي الدولة، حيث تم استعراض ومراجعة مشروعات أوفيد قيد التّنفيذ وبحث سبل تعزيز آفاق المزيد من التعاون المشترك في مختلف المجالات الإنمائية وفقاً لأولويات حكومة بليز.
وقد تناولت المحادثات عدداً من القضايا المتعلقة بالمستجدات الإقليمية والدولية على صعيد التنمية المستدامة، واستعرض المدير العام مختلف أنشطة وبرامج أوفيد الإنمائية، خاصة تلك التي تولى اهتماماً بالنهج الإنمائي الترابطي الضروري لتحقيق أمن المياه والغذاء والطاقة واعتبار قطاع النقل القطاع المواتِ الرابع، وسلط الضوء عليه بوصفه الركيزة الأولى لخطة أوفيد الاستراتيجية العشرية الجديدة. كما تم بحث سبل تعزيز استراتيجيات الحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية الحالية لبلوغ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة في أنحاء البلاد. وتوجت المهمة بتوقيع كل من الحربش ورئيس وزراء بليز على اتفاقية قرض جديد تبلغ قيمته 40 مليون دولار أمريكي يتم بموجبها تمويل المرحلة الأولى من مشروع يستهدف تعزيز البنية التحتية لقطاع النقل، وذلك من خلال إعادة تأهيل طريق حيوي سيعمل على دعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في بليز.
وفي كلمته خلال مراسم التوقيع أشاد الحربش بالشراكة المميزة التي تربط بين أوفيد وبليز منذ ثلاثة عقود، والتي بدأت باتفاقية قرض استهدف إعادة تأهيل مطار بليز الدولي. وأشار إلى أن إجمالي تعهدات أوفيد للقطاع العام قد بلغت حتى الآن ما يربو على 131 مليون دولار أمريكي، وُجِّه ما يناهز ثلثيها لتعزيز قطاع النقل في البلاد، الذي يعد الشريان الحيوي الرئيس للتنقل والتبادل التجاري للصناعات الزراعية المتنامية فضلاً عن السياحة. وأضاف، أن قرض أوفيد الجديد يأتي تعزيزاً لهذا القطاع الهام، مؤكداً لرئيس الوزراء حرص أوفيد على مواصلة تعاونه مع بليز في مختلف المجالات الإنمائية وفقاً لأولويات الحكومة.
ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء عن امتنان وتقدير بلاده حكومة وشعباً لدعم أوفيد الثابت، مشيراً إلى أهمية القرض الجديد الذي يساهم في تمويل مشروع تأهيل طريق سريع طوله 42.5 كم يصل إلى كاراكول في منطقة كايو، وذلك وفق أفضل المعايير الهندسية لضمان الأمن وسلامة المرور والنمو الاقتصادي والسياحي وبما يتماشى مع التطور العمراني والكثافة السكانية التي تشهدها منطقة كاراكول، وهي من أشد المناطق اعتماداً على الزراعة والسياحة، واصفاً إياه بـ»الإنجاز الضخم»، وأكد على أن هذا المشروع يمثل «قفزة قوية إلى الأمام» نظراً لتأثيره الإيجابي على قطاعي السياحة والزراعة، مشيراً إلى استفادة نحو 80 ألف شخص لدى استكماله. واختتم كلمته مؤكداً للحربش على حرص بلاده على توطيد الشراكة مع أوفيد.
وقد تضمنت المهمة حضور وفد أوفيد مراسم افتتاح مركز منظمة بورت لويولا للنساء، وهي إحدى الجهات المستفيدة من مشروع التخفيف من حدة الفقر في جنوب مدينة بليز، الذي يشارك أوفيد في تمويل مراحله الثلاث بالتعاون مع حكومة بليز بمبلغ قدره 32.2 مليون دولار أمريكي. وتساهم المنظمة في تنفيذ الأنشطة الاجتماعية والتربوية والتدريبية في المشروع لتعزيز الظروف المعيشية لنحو 50 ألف شخص.
وفي كلمته خلال مراسم الافتتاح، أشاد الحربش بأهداف وعمل المنظمة الساعية إلى تثقيف وتوعية النساء والأطفال في بليز، معرباً عن فخر أوفيد بالمساهمة في دعم هذا المشروع المعني بتحسين البنية التحتية والتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية في المناطق الفقيرة في بليز، وأشار إلى أن هذا المشروع يأتي تفعيلاً لجملة من أهداف التنمية المستدامة، وعلى رأسها الهدف الخامس المعني بالمساواة بين الجنسين؛ والهدف الثالث المعني بضمان الصحة الجيدة والرفاه؛ والهدف الرابع المعني بتوفير التعليم الجيد؛ فضلاً عن الهدف الأول الساعي إلى القضاء على الفقر بجميع أشكاله.
في كلمتها أعربت مديرة المنظمة، لورين بورجيس إيجان، عن امتنانها وشكرها باسم المنظمة وقالت «بفضل دعم أفيد وحكومة بليز سيساهم المركز في تمكين النساء من العمل ودفع فواتيرهم وإطعام أطفالهم وإرسالهم إلى المدرسة. لقد أعطانا أوفيد هذا المبنى، وهو حلم لنا جميعاً».
وعقب الحربش قائلاً «إن هذه المناسبة قد أتاحت الفرصة لأوفيد أن يعبر عن التزامه تجاه شعب بليز»، وأعرب عن رضاه أن حقق المشروع أهدافه الإنمائية المنشودة.