خالد بن حمد المالك
بمشروع «القدية» على بعد أربعين كيلو متراً عن الرياض، سوف يتغير وجه المملكة، حيث يزرع الملك مساء اليوم أكبر مدينة ترفيهية وثقافية ورياضية في العالم في صحراء نجد، وتحديداً في غرب الرياض، لاستقطاب أكثر من ثلاثين مليون زائر، وتوفير قرابة ستين ألف وظيفة للناس.
* *
في «القدية» سيتم في هذا العهد الزاهر تعمير ما مساحته 334 كيلو متراً مربعاً بأكثر من 11 ألف وحدة سكنية في المرحلة الثالثة، تضاف إليها 4 آلاف وحدة يكون قد تم توفيرها في المرحلة الثانية من هذا المشروع العملاق، أي أننا أمام تحرك تنموي ورياضي وثقافي وترفيهي واجتماعي سوف يغير من صورة المملكة، ويجعلها أكثر بهاء.
* *
وبينما يتقاتل الناس في دول مجاورة، ويتآمرون على دولهم، ويقضون على الأخضر واليابس فيها، يأتي الملك سلمان مساء اليوم ليدشن هذا المشروع الكبير الذي بشر بإطلاق مرحلته الأولى من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان محدداً مساحته وموقعه ووظائفه، وعدد المراحل التي سيمر بها إلى أن تكتمل المراحل الخمس للمشروع.
* *
ومع انطلاق البنية التحتية بعد أن يضع الملك حجر الأساس مساء اليوم لـ «القدية» إيذاناً ببدء المرحلة الأولى، سنكون أمام فرصة لتحقيق العديد من العوائد الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة، فالمشروع ترفيهي بامتياز، وبالتالي سيوفر ما حجمه 30 مليار دولار كان السعوديون ومازالوا ينفقونها سنوياً على السياحة والترفيه في مختلف دول العالم.
* *
يقول الرئيس التنفيذي للمشروع (مايكل رينينجر) بأن القدية سوف لن تقتصر على قطاع الترفيه، وجذب الاستثمارات، ودفع عملية التنمية الاقتصادية في البلاد، إذ إن المشروع سيعمل على تطوير الإمكانات والقدرات الخاصة بالشباب السعودي، وتمكينهم من تنمية مهاراتهم الرياضية والفنية والثقافية، وذلك باستخدام أحدث البرامج، والممارسات العالمية المتخصصة.
* *
الوجه الجديد للمملكة بإقامة هذا المشروع العملاق، ومثله مشروع البحر الأحمر، ومشروع نيوم، وتطوير منطقة العُلا الأثرية، وكذلك بوابة الدرعية، وغيرها من المشاريع التي تتناسب مع معطيات «الإرث الحضاري الغني في المملكة» سوف يجعل من بلادنا واجهة للزوار، وجاذبة للسياحة، وخياراً مفضلاً للاستمتاع بالأجواء الروحانية والترفيهية التي لا مثيل لها.
* *
في مشروع الـ«قدية» وعلى لسان الرئيس التنفيذي لها أيضاً، سوف يحظى زوارها بالعديد من الخيارات الرائعة للترفيه، والأنشطة الرياضية والثقافية، الموزعة ضمن منشآت مصممة بشكل مبتكر، تشمل كلاً من: مدن الألعاب، والمراكز الترفيهية، والمرافق الرياضية القادرة على استضافة أبرز المسابقات العالمية، وأكاديميات التدريب، والمضامير الصحراوية والإسفلتية المخصصة لعشاق رياضة السيارات، والأنشطة الترفيهية المائية والثلجية، وأنشطة المغامرات في الهواء الطلق.
* *
في المشروع - ضمن ما أعلن عنه - سيتم توفير الفعاليات التاريخية والثقافية والتعليمية، وستكون هناك مراكز تجارية ومطاعم و(مقاهي) وفنادق، ومشاريع عقارية، بمعنى أننا أمام واجهة ترفيهية حضارية بارزة، ومقر حيوي للنشاطات والاستكشافات والتفاعل الاجتماعي، وفق ما أعلن عنه المسؤولون في صندوق الاستثمارات العامة.
* *
إذاً، نحن في غرب الرياض من أرض فضاء كانت لا تدرّ أي عوائد، ولا تحمل أية قيمة تُذكر، إلى أكبر مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية في العالم بقيمة تقدر بعشرات المليارات من الريالات، هكذا تحدث المسؤولون عن المشروع، وبمثل هذا المشروع ستتغير المملكة سريعاً نحو الأفضل.