إبراهيم الدهيش
كنت إلى ما قبل المزايدات (التويترية) على شاكلة (من طق باب الناس) و(الجيران) و(ولدنا في بيتنا) عبارات أقل ما يقال عنها إنها غارقة في لغة تفتقد لأبسط مبادئ الحوار العقلاني المتحضر واحترام الآخر ومماحكات أصبحت أضحوكة المجتمع الرياضي أبطالها مع الأسف رؤساء أندية جماهيرية يفترض فيهم احترام وعي المتابع الرياضي وذائقة المتلقي.
أقول كنت متحفظًا قبلها على اتفاق (ميثاق الشرف) من أصله باعتبارنا نعيش عصر الاحتراف أو هكذا يفترض وبالتالي فلا داعي لمثل هذا الميثاق كونه (بدعاً) يتعارض جملة وتفصيلاً مع فلسفة الاحتراف القائمة على أن الرياضة صناعة واستثمار فكر ومال لكن فوضى الخطاب وانفلات الأعصاب وما شهدته الساحة في الآونة الأخيرة من تراشق وتلاسن أشبه ما يكون بـ(الحراج) أعادنا لمربع (فرك الخشوم) جعلتني أعيد حساباتي وقناعاتي بأننا بالفعل بحاجة لمثل هذا الميثاق خاصة والمتضرر الوحيد من كل هذا (الهياط) وفي هذا التوقيت بالذات هو منتخب الوطن الذي يواصل تحضيراته للتظاهرة العالمية وما يعزز تراجعي هذا وقناعتي تلك أن أحد أهداف الميثاق (حفظ استقرار المنتخب قبل كأس العالم)! وبالتالي فالمرحلة تتطلب التفافنا (كلنا) إعلام ورؤساء أندية وجماهير حول المنتخب الوطني بنجومه وأجهزته دونما استثناء وحفظ استقراره واعتباره (أولاً) دون ما سواه والتسليم بأن ما يحدث سيؤثر بلا أدنى شك على التركيز والتهيئة النفسية والذهنية للاعبي الأخضر وبالتالي على عطائهم الفني وهم الذين تنتظرهم مشاركة عالمية بعد أقل من شهرين!!
- ويبقى اللافت في غياب الاتحاد السعودي لكرة القدم عن المشهد فيلماً نلمس منه تحركاً إعلامياً أو تعبئة جماهيرية في وقت يفترض فيه أن يكون صاحب المبادرة ووجوده أكثر من أي وقت مضى خاصة وهو المعني بتهيئة الأجواء والبيئة النقية للمنتخب وتعزيز وترسيخ مبدأ (المنتخب أولاً) وإبعاد نجومه عن مثل تلك الأجواء المشحونة التي ربما تجرهم خارج الملعب أو تصرفهم عن واجب المهمة بما يضمن بعد توفيق الله مشاركة مشرفة تهمنا ليس على صعيد كرة القدم فقط، فالمشاركة باسم المملكة ذات الثقل الديني والسياسي والاقتصادي ويهمنا من خلالها أن ننقل للعالم أجمع الصورة الصحيحة للإسلام والوجه الآخر للمواطن السعودي المسلم بحضارته ورقيه وواقع المملكة التنموي والحضاري والنقلات التطويرية المتسارعة على كافة الصعد.
تلميحات
- بالرغم من هدوئه وبساطته وبالرغم من قصوره فيما يتعلق بالجوانب التسويقية والدعائية وخلوه من النجوم من خارج الحدود وتحفظي على آلية اختيار نجومه إلا أن حفل الاتحاد السعودي لكرة القدم لتوزيع جوائز الموسم نجح إلى حد كبير وفي تصوري الشخصي أن بعض - وأقول بعض - الجوائز ذهبت لمن يستحقها خاصة جائزة أفضل لاعب واعد وأفضل مدرب وأفضل لاعب.
- ورابطة دوري المحترفين السعودي وهي تلزم الأندية بأن يحمل مساعدو المدربين رخصة التدريب (a) بدلاً من (b) هذا يجرنا لأن نتساءل: لماذا لا يلزم الاتحاد الأندية بأن يتولى الوطنيون مساعدة المدرب الأجنبي وأن يكون ذلك من ضمن شروط التعاقد معه؟!
- يبدو أن النادي الفيصلي يسير على خطى الفرق والمنتخبات العالمية في الاستعانة بخبراء الإعداد النفسي والذهني للاعب فقد استعان بالدكتور ابراهيم الصيني اختصاصي تطوير القدرات والتنمية البشرية في معسكره التحضيري لمواجهة الاتحاد في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، فلماذا لا يستفيد منتخبنا من مثل هذه القدرات وهذه التجربة في معترك مشاركته في كأس العالم في روسيا؟
- وفي النهاية أقول: إن نجاح المدربين من الجنسية التونسية أمثال (الجبال. بلقاسم. المنصف بن مشارك. الحبيب بن رمضان) وغيرهم من ذات الجنسية مقارنة بغيرهم من الجنسيات العربية الأخرى يجعلني أتساءل: لماذا نجح هؤلاء في حين أخفق أولئك؟!... وسلامتكم.