سعد الدوسري
لم أعمل، طيلة حياتي، في دائرة حكومية. ودوماً، أعتبر الموظف الحكومي ضحية للنمط الذي اختارته السعودية، في البدايات التأسيسية. هذه الضحية، يرى أن الوظيفة هي مجرد ضمان اجتماعي، وأن لا مجال للتنافس أو للإبداع والتألق، وأن الموظف الذكي هو من يتمكّن من التحايل على أوقات الدوام والإجازات، ومن يستغل المميزات والانتدابات وخارج الدوام لصالحه، حتى وإن لم يسافر أو لم يستحق إياً منها.
نادراً ما يتميز الموظف الحكومي، وإن حدث ذلك، فإن القطاع الخاص يختطفه خلال أيام، أو أن الدولة تختاره لوظيفة قيادية، لا ينجح فيها في الغالب، لأن الموظفين الحكوميين أقوى منه، وسيكونون بالمرصاد لكل خططه وبرامجه التطويرية.
سوف تواجه الخصخصة خصماً عنيداً، هو النمط الوظيفي الحكومي، الذي سيحاول أن يفشلها بأي شكل من الأشكال، تحت مبررات لا يمكن لأحد التفكير فيها، وسيستخدم مصطلحات إرهابية، مثل «كل شيْ إلا أنظمة الدولة»، ليجعل فرائصك ترتعد أمامه!
إذا أردنا النجاح للخصخصة، فلا بدَّ أن نعيد بناء موظف الحكومة، من الصفر!