«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
أكد كل من وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن هناك تطابقاً في وجهات النظر في كل القضايا في منطقة الشرق الأوسط... وفيما يخص المخاوف من المفاعل النووي الإيراني.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزيران في مطار الملك خالد بعد انتهاء زيارة الوزير الأمريكي للمملكة ولقائه مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين..
حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي التزام الولايات المتحدة الأمريكية بأمن السعودية، وأمنها أولوية للولايات المتحدة وسوف تعمل مع المملكة في محاربة الأخطار التي تهدد أمنها واستقرارها وقد ألقى معالي وزير الخارجية الجبير كلمة قال فيها: أود أن أرحب بمعالي وزير خارجية أمريكا السيد مايك بومبيو في أول زيارة له للمملكة العربية السعودية... وهذه أول محطة لمعاليه في زيارته الخارجية منذ توليه منصبه... مرحباً به في بلده الثاني المملكة.
وأكد الجبير المملكة تربطها مع الولايات المتحدة الأمريكية علاقات قوية ومتينة وهي علاقات تاريخية واستراتيجية عميقة جداً حيث يوجد هناك مصالح مشتركة بين البلدين الصديقين في عدة مسارات سواء أن كان المسار الأمني أو السياسي أو العسكري أو الاقتصادي الاجتماعي المسار التعليمي... حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر من أكبر البلدان التي يوجد فيها طلبة مبتعثون.
وأضاف الجبير بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أكبر مستثمر في المملكة العربية السعودية... والمملكة من أكبر المستثمرين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح معاليه بأنه خلال زيارته إلى المملكة قابل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله كما قابل ولي العهد ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وكان هناك عشاء عمل تخلل هذه اللقاءات تمت فيه مناقشة العديد من القضايا الهامة.
كما تم بحث موضوعات هامة وكانت هذه المباحثات ايجابية وبناءة ومثمرة، حيث تم بحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في كل المجالات.
واستعرض التحديات في كل من لبنان وسوريا والعراق وليبيا، وكذلك تدخلات إيران السلبية في شؤون الدول والمنطقة والوضع في اليمن، وكذلك الدول الخمس في الساحل الأفريقي.
كان هناك تطابق في الرؤى وهناك رغبة شديدة في تكثيف العمل بين البلدين والجهود المشتركة للتعامل مع هذه الجهود كلها خاصة فيما يتعلق بإيران وأثرها على المنطقة.
وبين الجبير أن المملكة تؤيد سياسة الرئيس الأمريكي ترامب اتجاه ايران وتؤيد جهود تحسين الاتفاقية النووية الايرانية، ونحن نعتقد أن المدة التي يكون فيها حد لكمية التخصيب لليورانيوم يجب أن تلغى وتكون بشكل أبدي... ويجب أن يكون فيه تكثيف التفتيش على المواقع الايرانية.. كما نعتقد بأن المشكلة الايرانية يجب أن يكون التعامل معها عن طريق فرض مزيد من العقوبات على إيران لانتهاكاتها بإرسال الصواريخ الباليستية للحوثيين وعلى تصنيعها وعقوبات صارمة على دعمها للارهاب، مشيراً إلى أن هناك تفهما قويا مع الولايات المتحدة حيال هذه القضايا وتطوير المستقبل بين البلدين.
كلمة وزير خارجية أمريكا
وعقب ذلك ألقى معالي وزير خارجية أمريكا كلمة، قال فيها بأن الرئيس ترامب اختار المملكة في أول زيارة له خارجية وأنا اليوم اختار المملكة في أول زيارة لي إلى هذا البلد الصديق لأمريكا، هذان البلدان صديقان في علاقاتهما السياسية والاقتصادية والأمنية، والسعودية هي شريك هام وصديق قديم وشراكتنا تتطور كل يوم.. وقد سنحت لي الفرصة للعمل مع القادة السعوديين على مدى سنوات وأنني أتطلع إلى تطوير هذه العلاقات إلى الأفضل وأنني أشكر الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وكانت زيارة ولي العهد ولقاؤه بالرئيس ترامب فرصة جيدة لتطوير هذه العلاقات، كما أن زيارة سموه لكثير من قادة الحكومة ورجال الأعمال أسهمت في تطوير هذه اللقاءات.. مؤكداً أن الحديث انصب في هذه الزيارة على مناقشة العديد من القضايا الهامة مثل اليمن والعلاقات مع دول الخليج وسوريا.
وقال بأن أمن السعودية هو أولوية لنا في الولايات المتحدة الأمريكية، وسوف نستمر في العمل مع المملكة لمحاربة الأخطار التي تهدد أمنهم.. بدءاً من إيران، مؤكداً أن ايران تعمل على زعزعة المنطقة وتدعم المليشيات التي تعمل بالوكالة وتدعم المجموعات الارهابية هي أيضاً تسلح المتمردين الحوثيين في اليمن وتعمل القرصنة وتدعم نظام الأسد المجرم وبخلاف الادارة السابقة لن نغفل عن أنشطة ايران الارهابية.. هي أيضاً أكبر راع للارهاب في العالم.. ونحن عازمون على عدم امتلاكها أبداً السلاح النووي.
وأوضح الوزير مايك بأن الاتفاقية النووية مع إيران بشكلها الحالي لا يمكن القبول بها، وسوف نستمر مع شركائنا في أوروبا لتصحيح هذه الاتفاقية، وإذا لم نتمكن من ذلك كما صرح الرئيس ترامب سوف نخرج من هذه الاتفاقية.
وأود أن أقول إن هذه الاتفاقية النووية أخفقت في تحقيق الاعتدال في تصرفات النظام، وفي الواقع ايران تتصرف أسوأ من قبل توقيع الاتفاقية، حيث تعمل في اليمن بشكل مخالف وتدعم الحوثيين في أعمال العنف وتزويدهم بالمعدات العسكرية وتدعمهم بالتدريب والتمويل، كما أن ايران لا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة وهم يقومون باطلاق الصواريخ على السعودية ويستهدفون الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأشار الوزير الأمريكي بأن الحل في اليمن هو الحل السياسي لانهاء معاناة اليمن والنزاع في اليمن، متفقين نحن وأصدقاؤنا في المملكة على حل هذه الأزمة من خلال قرارات الأمم المتحدة وعلى دعم المبعوث الأممي الجديد للدفع بالحل السياسي الدائم وتحقيق السلام في اليمن ومعالجة الوضع الأمني المتردي هناك مؤكداً بأن القاعدة وداعش استغلت الوضع في اليمن وأصبحت تشكل تهديداً، ويجب عدم اعطاء هذه المجموعات ملاذات آمنة في اليمن ويجب محاربتها.
وبين الوزير الأمريكي أن زيارة ترامب إلى المملكة كانت تاريخية، وقد قلت ذلك لخادم الحرمين الشريفين ومدى تقدير الرئيس ترامب لهذه الزيارة وكانت من نتائج هذه العلاقات والصداقة والزيارة افتتاح المركز العالمي لمحاربة الارهاب في المملكة، وقد تم بحث جهود المركز مع وزير الخارجية السعودي الجبير ويجب أن نعمل وأن نقف مع السعودية في محاربة الارهاب والتطرف وسنسعى معها لتحقيق أمننا المشترك.. وعلينا كما قال الرئيس ترامب أن نسحق الارهاب.. مؤكداً أن السعودية دولة قوية تعمل مع المجتمع الدولي لمكافحة الارهاب.. وعلينا أن نحارب جميعاً التطرف الاسلامي، وإيقاف قتل الابرياء المسلمين وقمع النساء والمسيحيين.
وأضاف بأن رؤية السعودية 2030 وأجندة الاصلاح في المملكة تشجع على التسامح والمضي قدماً نحو مستقبل أفضل ونحن ندعم هذا التوجه وندعم توجهات ولي العهد والأعمال الاقتصادية.
وأكد الوزير الأمريكي خلال محادثات مع وزير الخارجية الجبير بأن وحدة الخليج ضرورية لضمان الأمن الاقليمي.