عبدالله العجلان
باستثناء الجزيرة فإن جميع الصفحات والبرامج الرياضية لم تناقش موضوع عدم تطبيق اتحاد الكرة المادة الـ47 من لائحة المسابقات والبطولات بعد قرار زيادة فرق دوري المحترفين إلى 16 فريقًا إلا في الأيام الأخيرة، ومع اقتراب مباراتَي الملحق بين أحد والطائي، والرائد والكوكب، بل الأندية نفسها لم تعترض، ولم تطالب بتطبيق اللائحة، وأقصد بذلك الأندية المنافسة على الصعود.
نعم، الجزيرة نبهت لهذه المخالفة الصريحة من اتحاد الكرة في أكثر من رأي، وفور إعلان الزيادة، ثم صدور قرار اتحاد الكرة بتطبيق نظام الملحق، بينما الآخرون - للأسف - ليس لديهم أي اهتمام أو إلمام بنصوص اللائحة وأثرها العكسي والخطير على عدالة المنافسة. وزاد الأمر سوءًا أن الكثيرين كانوا - وما زالوا - غير مستوعبين أن اللائحة تشير صراحة بعد قرار الزيادة إلى أحقية الثالث والرابع في دوري الأمير محمد بن سلمان بالصعود المباشر وبدون ملحق إلى دوري المحترفين.
من المؤلم أن تتفرغ برامج عديدة بضيوفها ونقادها الكُثر أيامًا وأحيانًا شهورًا للحديث عن قضايا تافهة وحوارات فارغة مضحكة للتشكيك بالبطولات، للنيل والتطاول على أندية بعينها، لاسترجاع الماضي البعيد، لمناقشة مَن هو الأسطورة؟ ومن الأكثر شعبية؟ ومن هو العميد؟ ومن هو الملكي؟ هل قرار الحكم منح الكارت الأصفر كان صحيحًا أم لا؟ بينما تجهل أو تتجاهل ما جرى من اتحاد الكرة بإهداره حقوق ناديَي الطائي والكوكب، وإحباط آمال وطموحات جماهيرهما..
الجميع يقف احترامًا لكل إعلامي نزيه أنصف الناديين، كشف التلاعب الفاضح المعيب للوائح والأنظمة، وبخاصة الطائي الذي تعرَّض قبل ذلك لظلم رفض احتجاجه الواضح الصريح بمبررات مخجلة لا تليق باتحاد كرة لوطن بحجم ومكانة وسمعة المملكة. وفي المقابل كشفت هذه القضية جهل البعض ممن يتغنون بالقانون، ويحملون صفة المحاماة، وتحديدًا المخضرم الزميل محمد الدويش الذي أشار إلى أنه لا يوجد نص في اللائحة يتضمن صعود الثالث والرابع؛ وهو ما يؤكد أنه لم يطلع على اللائحة إلا بعد أن قام الاتحاد مؤخرًا وعلى طريقة (سكتم بكتم) بتغيير نص المادة الـ47 لتتوافق مع قراره استبدال الصعود المباشر بالملحق، وفي وقت كنا نتمنى منه أن يطالب الاتحاد بالالتزام بلوائحه التي كانت تنص قبل وبعد إصدار قرار الزيادة وإلى وقت قريب على هبوط الثالث عشر والرابع عشر من دوري المحترفين والصعود المباشر للثالث والرابع في دوري الأمير محمد بن سلمان، وأن يلومه على مخالفته بتغييرها في هذا التوقيت المريب دون الإعلان عنها، وقبل ذلك مناقشة التعديل والموافقة عليه أو رفضه من قِبل الجمعية العمومية للاتحاد..
الأكيد أن ما دار ويدور في الكثير من وسائل الإعلام كشف حجم ما نعانيه، وبخاصة في البرامج التلفزيونية، من فوضى في الطرح والأفكار، بلغت حد الملاسنات والمهاترات ونشر الأكاذيب بلا قرارات رادعة، بل إن البعض أصبح بمؤهلاته الرديئة وأسلوبه المتهور ناقدًا حصريًّا وضيفًا دائمًا ومفضلاً في برامج لم تعد تهتم بذائقة ومشاعر وحقوق المشاهدين..!