عبدالله العمري
في كل موقف وأزمه يمر فيها رائد التحدي من المستحيل أن لا تجد لجماهيره موقفاً حازماً وقوياً منها، يساعده في تجاوز أزمته يجعله يعبر إلى بر الأمان، فزعيم القصيم مر بمواقف صعبة وكثيرة، ورغم هذا لم يفقد شعبيته، بل على العكس ففي كل موسم تزداد شعبيته بشكل كبير وواضح، لذا فمن النادر أن أن تخلو مدرجات الرائد من عشاقه في أي لقاء مهما كان وضع الفريق، بل على العكس جماهير الرائد دائماً تسجّل حضورها القوي في أصعب المواقف وأحلكها.
في هذا الموسم قدّم الرائد واحداً من أسوأ مواسمه، إلا أن جماهير الرائد كعادتها لم تتخلّى عن عشقها وحبها الأبدي، وسجّلت موقفاً يكتب بماء من ذهب وذلك قبل مباراة الذهاب بالملحق أمام فريق الكوكب، حيث شهدت التدريبات الرائديه غياباً إدارياً وشرفياً تاماً عن التدريبات اليومية، رغم أهمية المباراة وصعوبة الموقف الذي يمر فيه الفريق.
عشاق زعيم القصيم كان لهم موقف تاريخي مع الوضع الحالي لناديهم من غياب إداري وشرفي مخجل، وأصبحت تحضر التدريبات بشكل يومي من أجل تحفيز اللاعبين والرفع من روحهم المعنوية، كما تولت الجماهير الرائدية مهمة التواصل مع الكثير من رؤساء الرائد السابقين وشرفييه من أجل حثهم على ضرورة الحضور للتدريبات اليومية وطالبتهم أن يرموا جميع خلافتهم مع الإدارة الحالية خلف ظهورهم من أجل مصلحة الرائد فقط، وهي المصلحة التي يجب أن تتكسر عليها جميع الخلافات الرائدية مهما كان حجمها، وبالفعل تغيّر وضع التدريبات الرائدية وأصبح النادي كخلية نحل بسبب جماهيره الوفية التي أخجلت الإدارة الرائدية وأعضاء شرف النادي وأجبرتهم على الحضور للنادي لمتابعة تدريبات الفريق وتحفيز اللاعبين قبل مواجهة الكوكب، هذه الوقفة التاريخية من جماهير الرائد لم تتوقف، بل امتدت إلى ملعب المباراة، حيث ملأ عشاق رائد التحدي جنبات الملعب ورسموا أحلى صورة بالمدرجات، وهي صورة لا يرسمها سوى عاشق متيم.
جهود عشاق الرائد وجماهيره لم تذهب سدى، بل كانت سبباً مباشراً في تقديم مباراة كبيره أمام الكوكب وتحقيق رباعية بعثت الاطمئنان في قلوبهم قبل مباراة الإياب في الخرج. في كل موسم يتعثّر فيه الرائد ويتعب عشاقه ومحبيه، يؤكد أن الجماهير الرائدية بحاجة لإدارة تحمل فكراً كروياً كبيراً، وذات طموح عال قادرة على وضع حد لمعاناة الجماهير الرائدية، فالرائد بمدرجه الكبير والمهيب لا يستحق أن يكون في وضعه الحالي، الرائد يحتاج لفكر ينقله للمنافسة، ويبعده عن معمعة وشبح الهبوط، عندها سنشاهد مدرجاً رائدياً فخماً سيكون حديث الشارع الرياضي بأكمله، فمدرج خطف الإعجاب والأنظار وهو يصارع على البقاء، فكيف سيكون وضعه وهو ينافس ويقارع الكبار بكل قوة.