سعد بن عبدالقادر القويعي
كمصطلحات تختلف عن بعضها في التعريف، إلا أنها تؤدي إلى نفس النتيجة، والضرر إلى المجتمع؛ باعتبار أن تنامي التنظيمات الإرهابية، وانتشار أفكارها الهدامة، يعتبر خطرا لا يهدد دول العالم في حاضرها، وإنما يهدد مستقبل أجيالها القادمة؛ مما لا يسمح لهم برؤية مقاصد الشرع، ولا ظروف العصر، بل ولا يسمح لأنفسهم بالحوار مع الآخرين، وصولاً لمجالات تعكس تعقيدات ظاهرة الإرهاب، وتعدد أبعادها، وتقاطعها مع مجالات الحياة - كافة -، وهو ما أكد عليه مستشار الدراسات، والأبحاث بمعهد مونتاين للدراسات في فرنسا - الدكتور - حكيم قروي، من: «ضرورة استئصال التشدد الديني، والتطرف؛ كونهما يشكلان مدخلين للإرهاب».
في السياق الفكري، فإن المساهمة في نشر إسلام صحيح، يقتضي التأكيد على أن الأفكار، والآراء يتحمل تبعتهما الأفراد - أنفسهم -، وليس الإسلام؛ لأن الإشكال في أساسه، هو إشكال فكري مرتبط بسوء فهم تعاليم الدين، ومن ثم التطرف في تطبيقها، والتشدّد في ممارستها؛ كون الذي يوصف بالاعتدال، أو التشدد، أو الوسطية، أو التطرف، هو الفكر، ومن يحمله، - وبالتالي - فإن كسب المعركة النهائية مع التشدد الديني، والتطرف، لن يكون إلا بتجفيف منابعه، وفضح أهدافه، وممارساته، والتي تتعارض مع القيم الإنسانية، وتقوض مبادئ التسامح الديني.
في هذا الإطار، فإن تنقية الإسلام من التفسيرات الخاطئة، وإبراز التفسيرات الصحيحة للإسلام أصبح حقا مشروعا، - لا سيما - وأن الإرهاب يقوم على التنظيم، وأصبح يمتلك مواقع التواصل الاجتماعي، التي تمكنه أن يكون أكثر فاعلية، وتأثيرا، وأكثر دواما، واستمرارا، والتي تشكل تهديداً حالاً، أو محتملاً على أمن الدول، واستقرارها؛ ولأن الإسلام لا يتحمل مسؤولية محاولة بعض المسلمين شرعنة واقعهم المأزوم في القديم، أو في الحديث، فقد حُرمنا من استكمال مسيرة البناء، والتشييد، والاستثمار في حقول المعرفة، ومجالات العلم المختلفة، وتحقيق نهضة تنموية على جميع الأصعدة.
« تجربة تستحق التوقف عندها، والتعلم منها «، هكذا علّق رئيس حملة السكينة - الشيخ - عبدالمنعم المشوح حول ما دار في جلسة عصف ذهني؛ بهدف مناقشة الأفكار، والمقترحات، نتج عنها رؤية متكاملة لكيفية المواجهة، والتأكيد على أهمية سماحة الشريعة، ومرونتها، والاهتمام بقضايا الحماية الفكرية من الأفكار الضالة، ومظاهر التطرف الديني، والغلو، - وفي مقدمتها - التفسيرات المشوهة لمفهوم الجهاد، والولاء، والبراء، ووضع المرأة، مع فتح أبواب الاجتهاد، والمعرفة الأصيلة بمقاصد الشريعة، والعمل على إيجاد واقع جديد يواجه تحديات الحاضر، ويحمي الأجيال القادمة؛ حتى نستطيع إنقاذ أنفسنا من ويلات الإرهاب بكل - صوره وأشكاله -، ونتجاوز منطق الصمت الذي قد يؤخذ، وكأنه تأييد عام.