فيصل خالد الخديدي
بين فتق ورتق، وشق ورقعة... تعيش الساحة التشكيلية المحلية حالة ترميم متثاقل في مفاصلها ورتق لفتوقها المتباينة لكي تصل بمسيرتها لشيء من الرضاء والتطوير المنشود الذي يرتب الساحة وينظم العمل في المجال الفني, فالبعثرة كثيرة والفجوات واسعة ولكن الأمل أكبر والترميم وإن جاء في بعض الأوقات بجهود ذاتية فهو أمر إيجابي وعلاج مرحلي مؤقت يتبعه عمل مؤسسي بتخطيط واضح وأهداف معلنة ودعم مستمر فالمستقبل للفنون والقيادة في المجال الإنساني للقوة الناعمة التي تعتمد على الفن وأهله في نشر الفكر والتغيير الإيجابي المؤثر... وظهرت مؤخراً بعض الأعمال الإيجابية والمبادرات الفنية التي شكلت بعض من رتوق لفتوق عاشت فجواتها لفترات في الساحة التشكيلية المحلية وجاءت هذه الرتوق وإن اختلف لونها عن لون جنس مادة الفتق ولكن بعضها أصبح مسكنا يتبعه علاج دائم وتغيير قادم ومنظم يحقق كثيرا من الرجاء ويلبي شيئا من التطلعات...
العمل المؤسسي الذي تؤسس له مؤسسة مسك الخيرية صنع الكثير من الثقة في قدرة مؤسساتنا المحلية من سرعة الإنجاز وجودة التخطيط وحرص على تميز المخرج أعاد الأمل برتق كثير من الكسل والتراخي الذي تعاني منه المؤسسات التي تُعنى بالفنون التشكيلية وأهلها، وتقديم مسك بأنها نموذج مؤسسي شاب يعي رهان المستقبل في رعاية الفن بمنهجية وتقديم صورة مشرقة ومشرفة عن البلد وثقافته وفنونه.
عبدالرحمن السليمان فنان وكاتب تشكيلي قدم الكثير من الجهود والأدوار في خدمة الساحة التشكيلية المحلية بين مشاركات وكتابة في الحقل التشكيلي وتأليف عن مسيرة الفن في السعودية والكثير من الجهود في كل مايخدم الفن، وهو مايؤهله لأن يعتلي منصات التكريم فيذكر ويشكر على ماقدم من إسهامات إيجابية في مسيرة التشكيل السعودي،ولعل ما أعلنت عنه جمعية الثقافة والفنون بالدمام عن عزمها تكريم الفنان والكاتب عبدالرحمن السليمان يمثل رتقا لفتق طال امتداده من قلة احتفاء بالمثقف والفنان بما يستحق من تقدير في حياته وتواجده.
أدهم للفنون مشروع فني استثماري افتتح قبل أيام بوسط مدينة جدة يقدم خدمات للفن منها معرض للفنون ولإعادة التدوير وللهدايا ومكتبة للأدوات الفنية وأجنحة لعرض أعمال الفنانين، سيكون المركز رتقاً جميلاً لدعم الفن متى ما استمر وأجاد في إدارته واختياراته.