إلى الأستاذ القدير والمُربِّي الفاضل الدكتور/ محمد بن علي الصامل تحية حُبٍّ وتقدير.
طَرَقْتُ بَابَكَ لَا خَوْفاً… وَلَا طَمَعَا!
لَكِنَّهُ الحُبُّ… هَلْ تَدْرِي بِمَا صَنَعَا؟!
أَتَيْتُ أَسْتَلْهِمُ الأَمْسَ النَّدِيَّ… رُؤَىً
خَفَّاقَةً… وَأَشُمُّ النُّبْلَ وَالوَرَعَا!
وَأَلْثِمُ الرُّوْحَ رُوْحاً… طَالَـمَا هَطَلَتْ
مِلْءَ العَطَاءِ… لَعَلِّي أُطْفِئُ الوَلَعَا
أَتَيْتُ أَسْتَرْجِعُ القَلْبَ الـمُحِبَّ فَمُذْ
رَجْعَتُ… أَدْرَكْتُ أَنَّ القَلْبَ مَا رَجَعَا!
أَتَيْتُ… أَمْتَاحُ مِنْ عَيْنَيْكَ سِرَّهُمَا
مِنْ قَبْلِ عِقْدَيْنِ… نَبْضٌ مِنْهُمَا نَبَعَا!
عِقْدَانِ…؟! وَاجْتَاحَنِي شَوْقٌ إِلَى زَمَنٍ
كَمِثْلِهِ… مَا رَأَى قَلْبِي… وَمَا سَمِعَا!
حَضَنْتَنِي كَأَبٍ… فَاضَتْ مَشَاعِرُهُ
عَلَى ابْنِهِ… فَغَسَلْتَ الهَمَّ وَالوَجَعَا
مَشَيْتُ خَلْفَكَ تَحْدُو خُطْوَتِي ثِقَةٌ
كَأَنَّكَ النَّجْمُ فِي جَوْفِ الدُّجَى لَمَعَا
رَحَابَةُ الصَّدْرِ… كَانَتْ فِيْكَ مَنْقَبَةً
فَمَا عَرَفْتَ بِهَا ضِيْقاً… وَلَا جَزَعَا!
أَبَا عَلِيٍّ… أَهَذَا وَجْهُكَ انْسَكَبَتْ
أَنْوَارُهُ… أَمْ هُوَ البَدْرُ الَّذِي طَلَعَا؟!
أَمْ أَنَّهُ قَلْبُكَ السَّامِي… يَرِفُّ تُقَى؟!
مَازَالَ يَخْفِقُ… حَتَّى طَارَ وَارْتَفَعَا!
وَتِلْكَ كَفَّاكَ… أَمْ غَيْثٌ هَمَى فَرَوَى
وَحَيْثُ حَطَّ عَلَى هَذَا الثَّرَى نَفَعَا؟!
جِيْلٌ يُحَدِّثُ جِيْلاً عَنْكُمُ… وَأَنَا
بِالحَقِّ أَشْهَدُ لَا خَوْفاً… وَلَا طَمَعَا
وَمَنْ دَنَا مِنْكَ فِي حِلٍّ وَفِي سَفَرٍ
أَسَرْتَهُ… وَعَلَى إِحْسَانِكَ اطَّلَعَا!
فَإِنْ أَتَيْتُكَ مَدَّاحاً… فَلَا عَجَبٌ
مَنْ يَزْرَعِ الخَيْرَ يَحْصُدْ خَيْرَ مَا زَرَعَا
تَاللهِ… مَا عَانَقَتْ ذِكْرَاكُمُ خَلَدِي
إِلَّا دَعَوْتُ… بِمَا قَلْبُ الـمُحِبِّ دَعَا
كَمْ مِنْ رَوَابِطَ فِيْمَا بَيْنَنَا انْقَطَعَتْ
وَرَابِطُ الحُبِّ فِي الرَّحْمَنِ مَا انْقَطَعَا!
** **
- شعر/ عيسى جرابا