أسطورة «الهولوكوست» اليهودي كانت وما زالت عصا مسلطة ليس على رقاب «العرب» وحسب، بل البشر جميعاً. فأي فرد في العالم له حق واحد فقط بل واجب: وهو معرفة أن اليهود تعرضوا للهولوكوست! ولا يحق لأي فرد في العالم، حتى لو كان يهودياً أبا عن جد، أن يعلم كيف ولماذا ومتى حصل ذلك؟ كما لا يحق لأي أحد التشكيك بحدوثه أو لماذا لا يدفع من ارتكبه الثمن؟ إنما يجب على «الفلسطيني» بالدرجة الأولى و»العربي» بشكل خاص دفع الثمن.
إذا صادفت أميركياً أو أوروبياً أو من أي دولة استعمارية، التي قد «توحشت» شعوبها بسبب تربية الوعي الرأسمالي، وفَتَحْتَ معه موضوع الاضطهاد اليهودي المسمى هولوكوست لن تسمع منه سوى جواب واحد، وهو أن «جدته» أو «جدّه» كان مطارداً أو قتل إبّان الهولوكوست! أما إذا طرحت عليه سؤالاً واحداً على شاكلة هل اليهودية دين أم قومية؟ فسينتفض ويزمجر ويغضب وربما يصل الأمر إلى التشابك بالأيدي وتخريب «القعدة»، وكأنه من دول العالم الثالث أو «العاشر» ويرد عليك بسؤال لا يمتلك غيره: هل تشكك بالهولوكوست؟
من أجل أن تصل إلى فهم ما هو الهولوكوست ولماذا حدث، يجب الاعتماد على الله عز وجل ثم على نفسك! ولا تلجأ إلى الإعلام لأنه منقسم بين الظالم والمظلوم، وتستطيع أن تسأل إذا صادفت إعلامياً «بوق من أنت؟»، فإذا انتفض وقال: أنا لست بوقاً اعلم أنه كاذب! وإذا قال: إنه بوق المظلومين فاعلم أنه لا يستطيع أن يكذب، لأن كتاباته دليل! .. أما في وقتنا الحالي تستطيع الحصول على المعلومة بالضغط على أزرار الحاسوب فقط! ولكن مع وجود المافيا الإعلامية التي تسيطر على الشبكات لا بدّ أن يكون لديك ليس بصرًا وحسب، إنما بصيرة!
حدث الهولوكوست إبان الحرب العالمية الثانية بعد أن انكسر هتلر وكان شعاره القومي المشهور (السيادة للجنس الألماني «الآري»)، على أعتاب لينينغراد!.. فقد قدم هتلر نفسه على أنه «سبع البرمبة»، وهو من سيقضي على النظام الاشتراكي المهدد لوجود واستمرار النظام الرأسمالي! وبالتالي يجب إعادة التقسيم الذي تم إبان الحرب العالمية الأولى للعالم، وإعطاء حصة «السبع» أو الأسد لهتلر بالذات لأنه سيجلب «الذيب من ذيله».
عندما جرت محاولة لاغتيال هتلر ولم تنجح، قال الرئيس البريطاني آنذاك تشرشل لرئيس أركان جيشه: لا تقل «للأسف» لم تنجح المحاولة! بل قل: للأسف انكسر هتلر في «لينينغراد». إذن الهدف الحقيقي للحرب ليس «الجنس الآري»، إنما القضاء على النظام الاشتراكي ولم ينجح هتلر في ذلك!
اضطرت الدول الرأسمالية «لنزع» الراية من هتلر وتسليمها إلى البديل «ب» أي «الصهيونية»، التي ترفع شعار «العرق الأعلى» الذي تشبث به هتلر لتبرير وحشيته، بالإضافة إلى «اللاهوت بالقوة»! وقد أدرك هتلر ذلك وحاول في البداية إيهام الرأسمال أن لينينغراد ليست سوى إخفاق مرحلي يمكن تجاوزه، ولكن «الإخفاقات» توالت والهزيمة بدت قادمة لا محالة، فقرر تسليم الراية للصهيونية «طواعية»!... أقول طواعيةً لأنه لم يتعرض لقادة الصهيونية في ألمانيا والعالم، إنما وجه عنف الهولوكوست إلى من رفض من اليهود الشرفاء الهجرة إلى فلسطين! كما أن الرأسمال أسدى خدمة جليلة لهتلر بالمقابل، حيث أخفى واحتضن قادة النازية بعد الهزيمة وبعد انتحاره المذل!
بالرغم من أن الصهيونية تفرعت من يهودية إلى مسيحية وإسلامية وبوذية..الخ وأصبح هناك صهاينة من مختلف القوميات، ولكن الكيان انحصر وراء جدار، ويستغيث بالرأسمال المتهالك هو ذاته من أجل الحماية بعد «حلبغراد»! وأيقن الرأسمال بالرغم من عنتريات القادة الصهاينة أن الهزيمة الكبرى تبدو قادمة لا محالة!... إذن لا بد من بديل!
البديل الفاشل منذ بدايته هو «الهولوكوست الكردي»، فقد ارتكب الاستعمار الجريمة الكبرى في التاريخ «وعد بلفور»، الذي ورث «الإمبراطورية العثمانية» المشؤومة! فأخفى دولاً عن الخارطة ومزق المجتمع العربي والإسلامي، ويحاول الآن إلصاق التهمة بالعرب! .. ويتلقف الراية الآن صهاينة العالم لتحويل الوعي العربي إلى وعي شوفيني ضد الأكراد، والعكس بالعكس! .. هل تمزيق كردستان بين تركيا وإيران والعراق وسوريا فَعَله العرب؟
حق الأكراد في دولتهم المستقلة على كل ترابهم الوطني يعترف به كل شريف في العالم أجمع، والاضطهاد المضني الذي مارسه الصهاينة «العرب» ضد الأكراد ليس موضع شك! ولكن مواجهة الاضطهاد والتحرر من الاستعمار مرهون بتحرر المنطقة كلها من الاستعمار، وليس بتوظيف «الصهاينة» الأكراد للشعب الكردي ضد العرب والتركمان والازيديين والقاطنين في المنطقة برمتهم!
فشل الاستفتاء في كردستان العراق ليس مردّه قوّة العراق العسكرية، فالعراق كان خارجاً للتو من معركة طاحنة ضد «الصهاينة الإسلامويين»، إنما لأن الشعب الكردي الذي عانى لسنين طويلة، كما هو الحال بالنسبة للعرب أو القوميات الأخرى، قد بلغ من الوعي ما يحميه من الوقوع في الخديعة!
** **
- عادل العلي