جفاؤك ذنب لا يحل لمسلم
فعودي إلى المضنى الكسير وسلمي
يزاورني شوقي إليك فأنثني
وأبكي بكاء الطفل بعد تألم
أحبك لم أقو التجلد في الهوى
ويظهر في عيني حبي ومن فمي
لذكراك في جوف الفؤاد قداسة
فلا تسرفي في البعد عني فتظلمي
وليس بمجدٍ طول صبري ولوعتي
أراني العذاب المستدام تكتمي
لئن قطّع العذال رابط حبنا
فللطيف جسم للمحبة ينتمي
به منك وجه بالمفاتن زاخر
وصوتك في وضع الرضا والتبسم
وضحكك والكفان بالغنج مدتا
وألحاظك الخجلى تسر بمقدمي
دوائي ودائي أنت يا عذبة اللمى
فحني على المفتون بالله وارحمي
تكدر صفوي بالفراق ومسني
من الهم ما أبكى عيونيَ بالدمِ
أريدك يا نور الوجود لأنني
أصبت بسحر العاشقين المعظم
أناجيك في الليل البهيم متيما
وصلت إلى أقصى حدود التتيم
صدودك أشقاني ولوم عواذلي
رماني بجبٍ للتعاسة مظلم
علام منعت الوصل بعد تعودي
عليه بسيرٍ في معية مجرم
وقد كنت في دنياي غاية مطمعي
عشقتك حتى نزع روحي المحتم
غفلتِ وشوهتِ الغرام بحبسه
وتعذيب من يهواك حتى التحطم
عليلٌ أنا كلي جراحٌ من النوى
وصدقيَ أزرى بي وكسَّر أعظمي
فما صرت مرتاحا وحبك في الحشا
ولا عدت مفهوما بغير مترجم
عن الناس معزول بحلقيَ غصة
ودمعيَ جارٍ بالأسى والتندم
وقفت على باب المحبة صاغرا
شقيا معنّىً في غلالة معدم
** **
- شعر/ حازم الجبرين