م/ نداء بن عامر الجليدي
دائمًا يدور في حواراتنا ونقاشنا باستمرار عن عدم وجود مشروعات ضخمة للمتعة الحقيقية ويستحق أن تدفع مقابل ما تجده من جو ترفيهي. ولكن الآن بعدما وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله- حجر الأساس لمبادرة صاحب السمو الملكي ولي العهد بإنشاء مدينة القدية الترفيهية في غرب الرياض وجدنا حلولاً جذرية لقضية ندرة أماكن الترفيه التي على مستوى عالٍ، فبعد إنشاء مدينة ترفيهية في شرق الرياض، مهرجان مزاين الإبل على الطراز المحلي وما يصاحبها من مهرجانات الصيد وسباق الخيل والإبل والطائرات الشراعية... الخ من الفعاليات التي نمتاز بها ها نحن على مشارف إنشاء مدينة على طراز عالمي معروف بالقدية. ولكن ما يؤرقنا نحن معشر - المخططين العمرانيين - الذين سوف يشاركون بتصميم هذه المدينة الترفيهية «هل هي مقتصرة على العوائل؟» لأن من المهم معرفة المستخدم لكي يتم تقديم البنية التحتية التي يحتاجها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى من خلال الاطلاع على الخطة التشغيلية لمشروع القدية الذي أذاب الخطوط الوهمية للفصل بين فئات المجتمع!!! فكما يعلم الجميع بأننا نحن نعيش أجواء توفر جهتين لإسعادنا «هيئة السياحة وهيئة الترفيه» اللتين تحدد في كل فعاليتهما على هذه الخطوط، سألني أحد الأصدقاء: لماذا نحن الشباب محرومون من جميع فعاليات مهرجانات هاتين الجهتين؟ ولم ينتظر إجابتني حينما قال لي: أعرف أن ليس لديك جواب مقنع.
واستطرد بجلد الذات بقوله: لكن لماذا نجبر على الذهاب إلى المقاهي «طبعًا عزيزي القارئ لو تعلم أن هذه المقاهي كل يومين يصدر عليها قرار بالإبعاد عن المناطق المأهولة حتى وصلت لنقاط التفتيش التي على مداخل مدننا؟ ولماذا نتجول في الشوارع ولماذا نسافر خارج الوطن؟ لماذا نذهب إلى الأماكن الترفيهية الحالية؟ مع تحفظي على إدراجها ضمن الاستخدام الترفيهي لعدم توفر خيارات الترفيه للشباب فيها ونمنع بسبب مصطلح (عوائل)؟.
لم يدر بذهني إجابة كافية لإقناعه حاولت أن اصنع له إجابة من عندي وأغلفها بحب الوطن فقلت له لماذا لا تذهب أنت وعائلتك وتستمتعون بجميع الفعاليات طالما أن أغلب الفعاليات موجهة للعوائل. وأن يكون وطننا الحبيب أحق بما نصرف؟
إنهم يعانون من نظرة المجتمع لهم بريبة لذا يعاني الشباب بالفعل من أن هناك أماكن متعددة تصدمهم بعبارة «للعوائل فقط»، فكم من شاب منى نفسه بقضاء يوم جميل هنا أو هناك لكنه رجع خائبًا ووجد الطريق مغلقًا بهذه اللافتة «للعوائل فقط».
للأسف هذا لا ينطبق فقط على المناطق الترفيهية حتى السكن ناله من هذا الداء الكثير. حتى مشروعات النقل العام سمعت أن هناك عربات مخصصة للعوائل وأخرى للشباب. معقولة إلى هذه الدرجة نعتبرهم سرطان المجتمع. أتمنى أن يقود مشروع القدية الترفيهي المجتمع إلى آفاق أوسع وأرحب من نظرتنا إلى تعطيل أيام لتكون قسمة بين العوائل والشباب ولربي تلك عادة تكون قسمة غير عادلة لا للعوائل ولا للشباب.. وياليت هذه الخطوط الوهمية تذوب وتصبح من الماضي الذي يجب مسحه من مخيلتنا.