يوسف المحيميد
من أكثر الوزارات تعرضًا للمتابعة والمحاسبة المستمرة وزارتا الصحة والتعليم، لما تقدّمه هاتان الوزارتان من خدمات مباشرة للمواطنين، فلا يكاد يخلو منزل مواطن من مريض أو طالب، وبالتالي كل البيوت تحتاج هاتين الخدمتين، وتنتظر أن تُنفذ على أعلى المستويات، ولعل صعوبة تحقيق ذلك كونها ترتبط بطالب الخدمة وهو المريض والطالب أو الأسرة عموماً، وبمقدم الخدمة وهو الطبيب والمعلم وما يحتاج كل منهما من حوافز مادية ومعنوية، وحماية جيدة له ولأسرته، فالمعلم قد يتعرض للتهديد والإهانة، كذلك الطبيب قد يتعرض للشكوى والمطالبة بتعويضات عالية.
ولعل الشخص الأقرب إلى (فش الخلق) لدى المواطنين، هو الوزير، فوزير الصحة يتعرض لانتقادات كثيرة فيما لو تفشى مرض -لا سمح الله- يصعب التحكم فيه، وكذلك الأمر ينطبق على وزير التعليم، الذي كلما حاول أن يرفع مستوى التعليم، ويستخرج من المعلمين والمعلمات أجمل ما فيهم، تعرض لهجوم كاسح ومع أنه يحاول ويسعى إلى تطوير التعليم، سواء في أداء المعلم، أو مخرجات التعليم المتواضعة.
قد لا يوفق الوزراء في هاتين الوزارتين في توقيت الخروج للإعلام، فيسهم ذلك في تجييش المواطنين عليهم دون وجه حق، خاصة مع وسائل التواصل الاجتماعي، التي منحت الجميع فرصة التعبير، ووصول أصواتهم مباشرة إلى صانع القرار، وفي عدم وجود مستشارين إعلاميين قادرين على تقييم المحتوى، سواء تصريح أو تغريدة للوزير، مما يفتح أبواباً مشرعة يصعب قفلها.
لقد تغيّر الإعلام إلى درجة كبيرة جدًا، وما لم يحسن المسؤول اختيار التوقيت المناسب للحديث ومحتواه، والقدرة على احتواء أي مشكلة طارئة، فهو بالتأكيد سيكون هدفاً للإعلام، وبالذات الإعلام الجديد.