خالد بن حمد المالك
مع كل قرار أو تنظيم جديد يأتي من هو معه ومن لا يكون كذلك، وهناك من يكون في موقع المتفرج، أي دون موقف محدد منه، يحدث هذا في كل قرار أو تنظيم يرى فيه ولي الأمر مصلحة عامة يجب ألا يحرم المواطنون منها، في مقابل السماح بجعل باب الحوار والنقاش مفتوحاً ليعبر كل شخص عن رأيه ووجهة نظره بحرية كاملة، ضمن الحرص على تمكين الناس من ممارسة حقوقهم في حرية الكلام.
* *
واجهنا هذا النوع من التفاعل، حين كان هناك تباين في وجهات النظر بين المواطنين في الأخذ بأي من الخيارين في التوقيت، أي (التوقيت الغروبي أو الزوالي) وعاد بنا الحوار ثانية بين وجهتي نظر متباينتين عندما استدعت المصلحة أن يتم التعامل بالتاريخ الميلادي في ضبط تعاملاتنا ومعاملاتنا، فكان القرار أن يتم التوقيت بالتاريخين وفق آلية محددة، وتكرر الأمر مع تغيير الإجازة الأسبوعية من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، ومثل ذلك حين احتدم النقاش حول إجازة اليوم الواحد في احتفالات الذكرى السنوية لليوم الوطني بحجة واهية.
* *
كان الأكثر حدة في النقاش، ما صاحب قرار السماح بافتتاح مدارس لتعليم المرأة بعد سنوات من الانتظار، بين مؤيدين بلا تحفظ وآخرين ضد أن تفتح مدارس لهن، أو أن تلتحق المرأة بالجامعات فيما بعد، فضلاً عن أن تعمل في أي من القطاعين الخاص والعام، وكانت الإرادة السياسية في موقفها الحازم والحاسم قد تصدت للمعترضين، وتم تنفيذ القرار، ولا ننسى ولن ننسى حجم الاعتراض على ضم الرئاسة العامة لتعليم البنات إلى وزارة المعارف - التعليم والتربية فيما بعد - قبل أن يتم دمجها مع وزارة التعليم العالي باسم وزارة التعليم.
* *
واجهنا اعتراضات كثيرة على كل جديد، مثال ذلك الاعتراض على نشر صور الرجال في الجوازات والتابعيات (الهوية الوطنية) وبالتأكيد ومن الطبيعي فقد كان هناك رفض تام ومماثل من البعض لنشر صور النساء في هاتين الوثيقتين، لولا أن القيادة حسمت الأمر بما يحقق المصلحة، وهذه وما سبقها ضمن حالات اعتراضية كثيرة حدثت في فترات سابقة بعضها منذ عقود من الزمن.
* *
حديثاً، كان هناك اعتراضات على عضوية المرأة في مجلس الشورى، وكذلك السماح لها بأن تكون ناخبة ومنتخبة في المجالس البلدية، وأخرى على قيادة المرأة للسيارة، وعلى حضورها للملاعب الرياضية لمشاهدة المباريات، وعلى فتح دور للسينما، وعلى تنظيم حفلات غنائية وموسيقية، وعلى برنامج جودة الحياة، لكنها اعتراضات في غالبيتها كانت تتسم بالسرية والخفاء، بمعنى أنها كانت تتم بالخفاء خوفاً من قوة وسطوة القيادة في مواجهتها للمتزمتين والمتطرفين، وأولئك الذين يعيشون خارج المفهوم العصري للحياة.
* *
أريد أن أقول: كل القرارات التي تمت في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد، راعت تعاليم الإسلام، وقيم المجتمع، وتقاليد الناس، ولبت رغبات الأكثرية الساحقة من المواطنين، وأعادت أدبيات وتعاليم الإسلام المختطفة إلى البلاد بوسطية الإسلام واعتداله وقيمه وتسامحه، بعد أن تغلغل تنظيم الإخوان المسلمين في التعليم والمجتمع وعبثوا بأفكار بعض المواطنين للسير على خطواتهم الإرهابية، لكننا اليوم نحقق تقدماً سريعاً في تغيير نمط الحياة نحو الأفضل، وتغيير وجه المملكة إلى الأحسن بفضل القرارات الشجاعة التي يتبناها الملك وولي العهد، ويتفاعل معها المواطنون من الجنسين.