سعد السعود
فجأة ودون سابق إنذار انكشف المستور وكما يقول أحبتنا المصريون: (بان المستخبئ!).. فالفرق التي كانت تملأ الساحة ضجيجاً في التهديد بالتبضع من لاعبي الأندية الأخرى أصبحت بالكاد تتنفس من الديون.. والفرق التي كانت تتفاخر بأعضاء شرفها وما لديها من ملاءة مالية أضحت لا تجد حتى الفتات لسد حاجاتها.. وقس على ذلك البقية.
هكذا كانت الحقائق مفجعة وبذات الوقت دامغة.. فأخبرت بوضوح أين تقف أنديتنا اقتصادياً.. وكيف تضع قدمها إدارياً.. الكل باتت (صلعته) تحت الشمس.. والجميع كُشف (ظهره) واكتشفنا زيف (بالطوه).. والجمهور أسقط الأمر بيده بعدما خُدع لسنين.. فلا يدري أي يعلق أم يكتفي بالأنين.
اختفى (المهايطية) عن المشهد.. وتوارى (بائعو الوهم) فلم نرَ منهم أي أحد.. وظهرت الحقيقة فبهت من هدد ووعد.. فالفاتورة الباهظة من الديون باتت هي المتحدث الرسمي ومن يتولى الرد.. والمسطرة الواحدة لدى هيئة الرياضة في كشف الحقائق لم تستثن أي فرد.. لا حظوة لبشت ولا تغاضي عن أحد.
سنوات ونحن نعاني التخبطات.. ما بين مزايدات ومناكفات في صفقات.. وبين لهاث خلف فلاشات إعلامية ومساجلات.. فهذا يوقع مع اللاعب الفلاني بالمبلغ المليوني ورأس ما دفعه صورة وابتسامة.. وذاك يقيل المدرب العلاني وأقصى ما قدمه حبر الإقالة.. لكن بعد فترة تتبدد الغيوم ليغص (إيميل) النادي بالمطالبات المالية والشكاوي القضائية والقضايا الدولية.. ثم ببساطة من تسبب بكل هذا يترجل عن رئاسته ويمضي دون أدنى مسئولية.
لذا فما أحوجنا لجهة قضائية.. ولجان تحقيقية.. لتضع كل متسبب أمام مسؤولياته.. وتحقق مع كل رئيس أغرق ناديه بالكوارث المالية.. وحسناً فعلت هيئة الرياضة وهي تعلن البدء بالتقصي حول مبالغ مفقودة في ناد أو اثنين.. وكل الأمل أن يتوسع هذا التحقيق ليشمل كل الأندية والمتسببين.. فالفساد يجب أن يبتر من رأسه وحتى أخمص قدميه.
أخيراً.. أتفهم غضب بعض الجماهير من ظهور تلك الديون المالية فالبعض كان يمني نفسه أن يبقى عائشاً في وهم الخديعة.. ومثل هؤلاء يوماً ما سيفيقون من جديد بعد أن تتلاشى أعراض الصدمة.. وأيضاً بالمقابل أدرك أن هنالك للأسف من الإعلاميين من أغاظه تسليط الضوء على تلك الفواجع الاقتصادية.. لأنه باختصار لسبب أو آخر كان مشاركاً في صياغة مشهد الغرق بكل تفاصيله.. سواءً بغضه الطرف عن تلك الديون أو تطبيله الممجوج لبعض الرؤساء أو حتى تضليله للجماهير.. ومثل هؤلاء يجب ركلهم من المشهد الرياضي كاملاً.. لأنه ببساطة القلم أمانة.. وهم كان أبلغ مثال للخيانة.
خاتمة
مما قاله جبران خليل:
الحق يحتاج إلى رجلين: رجل ينطق به ورجل يفهمه.