سمر المقرن
لا أرى أي مسوّغ ليوقف معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، برامج الانتساب والتعليم عن بعد في الجامعات، ولم أقتنع مطلقاً بوجهة نظره أن الهدف من إيقاف هذه البرامج هو رفع مستوى التعليم وتحقيق الجودة في الجامعات، لأن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بتطوير المحتوى الدراسي والتفكير بالأساليب الحديثة للبرامج والخيارات التي ترفع مستوى التعليم الذي يتم بالانتساب أو عن بعد، وفتح مجالات أوسع لتشجيع الناس على الدراسة والتحصيل العلمي ورفع المستوى دون إغلاق الأبواب في وجه من لا تسمح له ظروفه بالدراسة المنتظمة!
لو زار معالي الوزير صفحة السفارة الأمريكية والقنصليات بالمملكة لوجد لديهم صفحة كاملة لتشجيع التعليم عن بعد، ولوجد كذلك أن أكثر من 90% من الجامعات الأمريكية تقدم هذه البرامج، في الوقت الذي لا تحتاج تخصصات معينة من التعليم أن يكون الطالب والمدرس في مكان واحد. ولا أعتقد أن التجربة الأمريكية لا يعُتد بها أو أنها أقل من جودة التعليم الذي نطمح له، وكنت أتمنى من معالي الوزير أن يطلع على مثل هذه البرامج في سبيل تطوير جودة التعليم عن بعد مع تقديم كافة التسهيلات لمن يرغب باستكمال دراسته أياً كان شكلها أو موقعها، المهم أن نحقق رفع مستوى من أراد أن يُكمل تعليمه بحسب ظروفه، وإن كانت البرامج الحالية المقدمة في التعليم عن بعد غير مؤهلة أو ضعيفة فهذا لا يعني إيقاف البرامج، إنما كان المأمول تحديثها ورفع مستوى جودتها، لتتناسب مع متطلبات المرحلة الفكرية والاجتماعية والاحتياجات الوظيفية لسوق العمل.
إننا اليوم نعيش مرحلة متقدمة جداً من التطور التكنولوجي، ووسائل التواصل ما دعى جامعات العالم العريقة إلى تطوير أدوات التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني دون الحاجة للأساليب التقليدية خصوصاً في التخصصات الاجتماعية والأدبية والنظرية التي لا تحتاج إلى الأساليب التقليدية في التعليم، فتقنيات التعليم تمنح وسائل مبهرة وناجحة للدراسة كان الأمل في أن ترفع جامعاتنا من مستوى برامج التعليم غير التقليدية لا أن توقفها، وتساهم إما بتسرب الراغبين بالدراسة للجامعات الخارجية، أو بإغلاق الأبواب في وجوههم وتقليل نسبة التعليم الجامعي الذي نتمنى زيادته لا الحد منه بتقليل الفرص. أتمنى من وزارة التعليم إعادة النظر في مثل هذه القرارات التي تُحجّم فرص زيادة الشهادات الأكاديمية التي يحتاجها مجتمعنا ووطننا.