أ.د.عثمان بن صالح العامر
ظهر صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز عشية تسليمه حفيده صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن منصور ابن مقرن وسام المؤسس الباني جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من الدرجة الأولى الممنوح لوالده صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن -رحمه الله- أقول ظهر محيا أبي فهد يكسوه الحزن ويعتريه الغم ويعتصره الألم لفراق منصور، الأمر الذي أثار أشجان محبيه في كل مكان خاصة الحائليين الذين طالما شاركهم أحزانهم وقاسمهم أتراحهم، جاءهم معزيا واتصل بهم مواسيا طوال عشرين عاماً أو يزيد، كان منهم ومعهم وبينهم نعم الأمير والوالد والأخ والقريب، بل ما زال على ما كان عليه من عهد وميثاق وتواصل ووصال رغم مرور السنين وتصارم الأعوام.
الصورة لم تمر دون أن تترك أثرها في نفوس شريحة عريضة ممن عرفوا سموه الكريم ضاحكا مبتسماً قريباً من الجميع فكان العالم الافتراضي ساحة بوح حائلية عما في الخاطر نحو الفاقد والمفقود، مستشعرين شدة ألم الفراق وعظم المصاب، ولكن لا يقال في مثل هذا الحال إلا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى.
إن وشائج الحب وعلائق الود وروابط الوفاء التي مدها وشيدها وأرسى قواعدها وبنى عليها جسور الوصال سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز مع إنسان المنطقة بل حتى مع مكانها هي من العمق القلبي الذي جعل الزمان أعجز من أن يزيلها عن الذاكرة الحائلية التي تبعث رسالة حب يتجدد في كل مناسبة يعيشها مقرن بن عبد العزيز، سواء أكانت تكتسي بالفرح أو أنها التحفت بالحزن لا سمح الله ، وهذه هي طبيعة الدنيا التي يحياها الإنسان بين مد وجزر كما أرد الله عز وجل.
لقد كنت سمو الأمير مولعاً بالفلك ترقب السماء، ترى كيف هي بعض النجوم تموت سريعاً في أول الليل مع أنها كانت ساطعة جميلة تزدان بها الدنيا ويستمتع معها الساري، وهكذا هم البشر قد يرحلون من دنيانا وهم في ريعان الشباب ونجمهم ساطع في الأفق، وما للمرء إلا الاحتساب والصبر، وما أروع بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أصيب في ولده حين قال: «إذا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ, قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ: «قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ ، فَيَقُولُ : قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ ، فَيَقُولُ : مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ : حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ ، فَيَقُولُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ»، وفيكم أنتم صاحب السمو وفِي أصحاب السمو الأولاد و الأحفاد. في الشجرة السعودية المورقة، في قيادتنا الميمونة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخلف والعزاء. حفظكم الرب صاحب السمو المحبوب ولا أراكم مكروها وأدام الله قادتنا وولاة أمرنا رمز مجد وعنوان عز وراية ذخر وفخر، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.