د.محمد بن عبدالرحمن البشر
الشعب الإيراني بمسماه الحالي والمتكون من أعراق كثيرة لكل عرق سواء العرق العربي أو البلوشي أو الكردي أو التركماني أو غيره من الأعراق، مساهمة في الحضارة الإنسانية عبر التاريخ الممتد لقرون، وله تمازجه مع الثقافات الأخرى لا سيما المحيطة به، والعالم يحترم الشعب الإيراني ويتمنى له الخير والسلام.
مستقبل إيران اليوم مرتبط بسلوك حكومته في الداخل والخارج، ومقدار صبر الشعب الإيراني وتحمله، والحكومة الإيرانية لديها مشاكل متعددة مع ثلاث جهات: الشعب والأمة العربية، وكثير من دول العالم عبر جميع قاراته المترامية.
الشعب الإيراني في أغلبه ما زال يعاني من نقص كبير في المتطلبات الأساسية من غذاء ودواء وخدمات وأمن، مع قدراته على الإنتاج إلا أن الحكومة الإيرانية بسلوكها في الداخل والخارج جعلها توجد بيئة غير سليمة لشعب قادر على العيش الكريم.
الأمة العربية لها مساحات واسعة مترامية الأطراف تمتد حتى المحيط الأطلسي في أقصى بقاع الدنيا المعروفة في العالم القديم، وهي منبع الحضارة العالمية، ومهبط الوحي، وأرض الأنبياء والرسل التي ولدوا وعاشوا فيها، ولها تمازج وتداخل تاريخي وعرقي وثقافي مع المكونات الأخرى، وهي أيضاً مزيج من الأقوام الذين عاشوا وما زالوا يعيشون على التراب العربي مكونين هذه الأمة الكريمة.
الحكومة الإيرانية الحالية وما قبلها منذ قيام ثورة الخميني، لم تتوقف عن زرع الفتن والقلاقل في عالمنا العربي، ولم تكل عن التدخل في شؤونها.
آخر تلك التدخلات هو ما أدى إلى قيام المغرب العربي الشقيق بقطع علاقته الدبلوماسية مع إيران، والمغرب كما أعرفه جيدا يتمهل في اتخاذ القرارات حتى يتأكد من أن قراره صائباً بنسبة عالية جداً، ولديه من التسامح الشيء الكثير، وهذا يعني أنه لم يتخذ القرار إلا بعد أن استنفذ جلّ السبل لتلافي ذلك، والمغرب بقيادة جلالة الملك لديه مسلمات، وهي وحدة التراب الوطني، ووحدة المذهب للمسلمين مع تنوع الثقافات والأديان، وعلى هذه الركائز عاش المغرب الشقيق استقراراً ونماء وتآلفًا بين أبناء الشعب، ومحبة للأسرة المالكة بقيادة جلالة الملك.
إن تدخل إيران في التأثير على وحدة أراضيه أمر مرفوض من المغرب وسائر دول العالم، وهو ما حدا بالمغرب إلى اتخاذ القرار كما صدر من المصادر الرسمية، ولا سيما أن المغرب سبق أن قطع علاقته مع إيران بعد عشر سنوات تقريباً لتدخل إيران في ثقافة شعبه.
إيران ما زالت تتدخل في شؤون الدول العربية المجاورة لها، ولم تغير من نهجها، وإيران لديها مشاكل مع كثير من دول العالم في كل إقطار الدنيا، ولن ننسى تدخلاتها في أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا في ظل المعطيات سيكون مستقبل الحكومة الإيرانية على المحك، لا سيما أن الشعب الإيراني قد ضاق ذرعاً بما تفعله حكومته، والعالم أجمع أيضًا شعر بالضيق كما هي حال الشعب الإيراني.
مستقبل الحكومة الإيراني يبدو قائماً والمنهج والأيدلوجيا التي قامت عليه الحكومات المتعاقبة لم يعد مقبولاً داخلياً، ولم يكن مقبولاً خارجياً، منذ الأساس، لهذا فإن مستقبل إيران على المحك حقاً.
لا أفهم كيف لحكومة تريد الاستمرار وهي تعادي العالم أجمع، وتستمر في منازعته في ملفات كثيرة ولا أفهم كيف يمكنها البقاء وشعبها يعيش حد الكفاف، مع أنه يشاهد بأم عينه الثروات والمواد الخام في وطنه التي لا تستخدم في صالحه.
مستقبل إيران بالنهج الحالي لن يبقى طويلا، فإما أن يتغير السلوك والاّ ربما يحدث أمراً من الشعب الإيراني أو غيره لعله يحول إيران إلى طائر سلام بدلاً من زرع للآلام، وإيران لديها نماذج رائعة لدول تحظى شعوبها بالخير والنماء كما هي المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله.