أحمد بن عبدالرحمن الجبير
يحق لنا أن نعترف بأن بلدنا يتقدّم للأمام بخطوات متميزة، كان من المفترض ألا تسبقنا إليها دولة في الشرق الأوسط، بفضل ما حبانا فيها الله من إمكانات، وموارد ومكان وإنسان، وتعليم راق في أفضل الجامعات العالمية، فبرنامج جودة الحياة 2020 سوف يجعل السعودية من أفضل دول العالم للعيش فيها، وسيحقق معيشة كريمة للمواطنين والمقيمين، وتساوي في فرص العمل والوظائف.
وسيصنع تعليماً، وصحة وسكناً، ونقلاً وخدمات أفضل من السابق، وسيجعل من الجميع يشارك في النواحي المدنية، والبيئية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وسيوفر لهم الترفيه المناسب مثل المسرح، ودور السينما والألعاب الرياضية، والسلع الاستهلاكية، والفنادق والمطاعم والاستجمام ويحقق لهم حياة أفضل.
ومع ذلك كله فإن المواطن السعودي لم يجد ما يلفت اهتمامه من عوامل الجذب السياحي والثقافي والفني في الداخل، وكان لا بد من تعليق الجرس، واتخاذ القرار، لأن ذلك فيه تنمية لبلادنا، وتقليص حجم الصرف الخارجي، وتطوير لمجتمعنا، وتوليد للعديد من الوظائف وتشغيل للأيدي العاملة، وإشراك فعلي وحقيقي للقطاع الخاص.
والبرنامج يعتبر إحدى ثمار نتائج الرؤية السعودية 2030م التي أطلقتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله - وصمم البرنامج من أجل تهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة والمجتمع السعودي، والمقيم على أرض المملكة، وتعزيز مشاركاتهم في الأنشطة الثقافية، والترفيهية والرياضية، والخدمات الأخرى التي تسهم في تعزيز جودة الحياة للمواطن والمقيم.
ويأتي اعتماد برنامج جودة الحياة 2020 بمتابعة كريمة من سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان لجعل اقتصاد المملكة أكثر نمواً، وقوة وثبات واستقرار، من حيث يتم الإنفاق على برنامج جودة الحياة 2020 بمبلغ 130 مليار ريال من أجل تأسيس، وبناء قطاعات اقتصادية عديدة، ونوعية مرتبطة بالترفيه والسياحة، والثقافة والرياضة والفنون، والتوظيف في القطاع الخاص، وزيادة الإنتاج المحلي غير النفطي، والمساهمة في الناتج المحلي من أجل حياة أفضل للمواطن السعودي.
ويشمل البرنامج تسع مرتكزات، وثلاثة وعشرين هدفاً، من أهمها أربعة أهداف هي تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتطوير الترفيه لتلبية احتياجات المواطن والمقيم، وتنمية قطاع الفنون والثقافة والأدب والشعر والمسرح، وأيضاً تحسين البنية التحتية والاقتصاد والاستثمار، ومناشط الحياة في جميع المدن السعودية للوصول بها إلى أفضل المدن على مستوى العالم.
ويرسم البرنامج خريطة طريق جديدة ومتميزة لتحسين حياة المواطن نحو الأفضل، والارتقاء بمستوى سكنه، ومعيشته وصحته، وتعليمه وتوظيفه، وجعله منتجاً، ومبدعاً وموهوباً، والبرنامج يعتبر نقلة نوعية لتحسين البنية التحتية للترفيه والثقافة والاقتصاد، والاستثمار، والحياة الاجتماعية الكريمة للفرد والأسرة والمجتمع، ولجميع المواطنين، والمقيمين على أرض المملكة وسوف يعمل على دعم، واستحداث خدمات حديثة وجديدة للجميع.
وسوف يعزِّز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والأنماط الأخرى الملائمة، التي تسهم في تعزيز جودة الحياة، وخلق وظائف، وفرص استثمارية واقتصادية للمواطن، وتوفير وتلبية احتياجاته من جميع الخدمات الأخرى ذات الجودة العالية والمتنوّعة لحياة المواطن والمقيم بمشاركة القطاع الخاص لتمكين جودة الحياة للجميع، وتعزيز الشراكة بين القطاع العام والخاص، ودعمها بالتمويل وتعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية للوطن والمواطن.