حميد بن عوض العنزي
** التطبيق العملي على رأس العمل أحد أهم أساليب التدريب التي تسهم في إكساب المتدرب مهارات وخبرات عملية في تخصصه، وترفد الجوانب الأكاديمية التي تعلمها الطالب في مرحلة تعليمه الجامعي. وهذا النوع من التدريب يُعدُّ من أفضل أنواع التدريب؛ إذ يجمع الخلفية العملية والتطبيق العملي.
** وزارة العمل أعلنت مؤخرًا برنامج «تمهير»، ويتلخص في تدريب طالبي العمل من الخريجين لدى منشآت مختلفة حكومية وخاصة. وإذا ما طُبِّق هذا البرنامج بشكل صحيح، وتفاعلت معه المنشآت بشكل جاد، سيكون ذا فائدة كبيرة لكل الأطراف؛ فالشاب يكتسب الخبرة العملية، ويعيش أجواء العمل والإنتاج، وما يتبع ذلك من معرفة بضوابط العمل والالتزام. كما أن هذه التجربة ستكون داعمة لسيرته الذاتية، وتمنحه فرصة للحصول على فرصة عمل في المنشأة نفسها التي تدرب فيها إذا ما أثبت جديته والتزامه، وعمل على أن يكون إضافة حقيقية للمنشأة. ومن المهم لتحقيق ذلك أن يتخلص من فكرة أنه جاء لمجرد قضاء وقت للتدريب فقط, إنما عليه أن يسعى إلى تقديم أفكار تطويرية، وأن يكون عنصرًا فاعلاً ومشاركًا في منظومة عمل المنشأة. الأمر الآخر أن هذه المنشأة سيكون لديها فرصة جيدة لانتقاء موظفين متميزين، ولديها مساحة جيدة للتقييم واكتشاف المواهب، ودعم القوى البشرية لديها بشباب طموح، لديه الحماس والتأهيل لخدمة وتحقيق أهداف المنشأة.
** البرنامج كذلك هو فرصة لوزارة العمل لكي تتعرف على العوائق التي قد تعترض توظيف الشباب، وكذلك إجراء استطلاعات رأي للمتدربين وللمنشآت التي يتدربون بها؛ وهو ما سيوفر محصلة جيدة من المؤشرات التي يمكن أن تعين الوزارة على معالجة بعض المعوقات، وكذلك تقييم بيئات العمل. وعلى الوزارة أن تشجع أكبر قدر من المنشآت على الاشتراك في هذا البرنامج؛ فهو يعد أيضًا جزءًا من المسؤولية الاجتماعية لتلك المنشآت تجاه المجتمع وشبابه.