يوسف المحيميد
على الرغم من هيمنة الوقود الأحفوري على توليد الكهرباء. فقد ولَّدت الطاقة المتجدِّدة، ومنها الطاقة الشمسية نحو 12 في المائة من كهرباء العالم في العام الماضي 2017 مرتفعة من 5.2 في المائة كانت عليها قبل عشر سنوات، بمعنى أن العالم ينمو تدريجياً في استخدامه للطاقة المتجدِّدة، في مختلف الدول، وعلى رأسها الصين والبرازيل والولايات المتحدة والهند وألمانيا، تلك الدول التي تعد في طليعة دول العالم في هذا المجال، وذلك حسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا».
ولعل اللافت في هذا التحول التدريجي في استخدام الطاقة، والمتسارع في السنوات الأخيرة، أن أصبح مجالاً جيدًا للتوظيف، حيث وصل عدد الوظائف التي وفرها هذا القطاع نحو عشرة ملايين وظيفة، منها 70 في الدول الخمس المتصدرة العمل في هذا القطاع الحيوي الكبير.
وكثيرًا ما نتحدث عن مزيج الطاقة، الذي يستخدم كل مصادر الطاقة المتاحة، الناضبة والمتجدِّدة، من الوقود الأحفوي، وحتى الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة النووية لأغراض سلمية وغيرها... واليوم يصل استخدام الطاقة المتجدِّدة في العالم نحو 12 بالمائة من الطاقة المستخدمة في العالم، وهو - وإن كان لم يزل دون المستوى المأمول - إلا أنه في نمو مستمر حتى وإن كان بطيئًا، لأن هذا النمو في مصادر الطاقة يقابله تزايد مستمر في الطلب العالمي على الطاقة.
وما يحسب للمملكة مؤخرًا، اتجاهها بشكل واضح نحو الاستثمار في الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة النووية لأغراض سلمية، في مشروعات متعدِّدة، منها سكاكا ودُومَة الجندل، فقد أدركت الدولة، وقياسًا على معدلات النمو المتزايد في الطلب على الطاقة، أنه سيصل إلى ثلاثة أضعاف مما هو عليه الآن، وذلك في العام 2030، مما يوجب التحرّك سريعًا لتغطية هذا النمو في الطلب، بتنويع مزيج الطاقة، والدخول بقوة في مجال الطاقة المتجدِّدة بكافة أنواعها، وهذا لن يخفف الاستخدام المفرط للوقود الأحفوري فحسب، وإنما سيُدخل المملكة ضمن الدول المنافسة على توليد الطاقة من مصادر متجدِّدة، وليست ناضبة، وهو هدف إستراتيجي مهم ضمن أهداف رؤية 2030، وهو أيضًا سيوفر العديد من الوظائف للشباب، ويفتح مجالات عمل واستثمار جديدة للمواطنين، وكلنا ثقة بأننا خلال سنوات قليلة سنقترب من دائرة المنافسة عالمياً في هذا القطاع الحيوي والمهم.