حمّاد السالمي
أعلن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية مؤخرًا؛ عن برنامج: (جودة الحياة 2020)، الذي هو أحد برامج تحقيق (رؤية المملكة 2030)، ويُعنى بـ: (تحسين نمط حياة الفرد والأسرة، وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة، تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية. كما يسهم في توليد العديد من الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وصولاً إلى إدراج مدن سعودية على قائمة أفضل المدن للعيش في العالم).
* ومن ملامح هذا البرنامج الطموح؛ العمل على تحقيق أهداف طموحة مع حلول العالم (2020)، لتحسين جودة الحياة في المملكة، من خلال محوري تطوير: (أنماط الحياة في المجتمع؛ وتحسين البنية التحتية). تطوير أنماط الحياة؛ من خلال تفعيل مشاركة الأفراد في الأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية. وتحسين البنية التحتية؛ من خلال الارتقاء بالنقل، والإسكان والتصميم الحضري والبيئة، والرعاية الصحية، والفرص الاقتصادية والتعليمية، والأمن والبيئة الاجتماعية. هناك نتائج مستهدفة في البرنامج الجديد في المملكة منها: (تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، وتحقيق التميز في عدة رياضات على المستويات الإقليمية والعالمية، تطوير وتنويع فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان، وتنمية مساهمة المملكة في الفنون والثقافة).
* البرنامج السار حقيقة؛ يحمل تفاصيل كثيرة ودقيقة لا يتسع المقال لسردها؛ لكني مع كل الأهداف الكبيرة المعلنة في البرنامج؛ أتوقف عند تفاصيل دقيقة تشكل عندي كمواطن؛ أهمية خاصة، لكي أشعر بالجودة المُفضية إلى السعادة الشخصية والأسرية والمجتمعية، السعادة التي تدعم بدورها تفضيل العيش في مدينتي أو قريتي التي أطمح أن تكون أفضل مدينة للعيش في هذا العالم.
* لكي أكون سعيدًا في مدينتي؛ لا بد أن أتمتع بجودة عالية في أنماط حياتي بكل أشكالها.. أسكن في دار بمواصفات جيدة، في حي نظيف مخدوم، مع جوار بذات الجودة. تصلني الخدمات البلدية دون مغالبة أو مطالبة، وتصلني خدمات الماء والكهرباء والهاتف؛ دون عناء أو جشع واستغلال، ولا فواتير غير دقيقة ولا صحيحة، ومبالغ فيها.
* حتى أكون سعيدًا في مدينتي؛ لا بد أن تكون الخدمات الصحية الجيدة متوفرة لي ولأسرتي، وأن يجد ابنائي وبناتي؛ مقاعد دراسية لهم في المدارس والمعاهد والكليات والجامعات. أن يكون تعليمهم وتدريبهم على أعلى مستوى من الجودة، وأن يجدوا فرصهم الوظيفية بعد التخرج في وظائف عامة أو في القطاع الخاص.
* حتى أكون سعيدًا في مدينتي؛ لا بد أن أشعر بالطمأنينة والتفاؤل والأمل في الحياة؛ خاصة وأنا أستمع لخطيب الجمعة في الحي الذي أسكنه، فلا أشعر أنه يكرّهني في حياتي، ويعدني بالجحيم والعذاب المقيم في الآخرة، وأنه يحرضني وينفرني لديار المستضعفين في الأرض، الذين ليس لي ذنب لا في ضعفهم ولا في قتلهم على أيدي بعضهم البعض. خطبة لا تصنفني، ولا تتهمني بالزندقة، أو اللبررة والعلمنة، أو الأمركة، أو تكفرني وتحرض علي؛ كوني لست من حزب أو جماعة الخطيب.
* لكي أكون سعيدًا في مدينتي؛ لا بد وأن أجد فيها مراكز صحية استشفائية، وأخرى رياضية وترفيهية، وأندية للكبار والصغار والنساء، وأن أجد فيها ما يدعم فرحي والاحتفاء بنجاح أبنائي أو زواجهم؛ دون عوائق إدارية، وأذونات رسمية مضنية.
* كي أكون سعيدًا في مدينتي؛ لا بد أن تختفي منها كل التشوهات البصرية التي تظهر في الشوارع والميادين والمباني، وأن يحل محلها عمران بطرز معمارية مميزة، وشوارع مشجرة ومضاءة، وميادين جميلة، وحدائق ومتنزهات ترفيهية جاذبة.
* لكي أكون سعيدًا في مدينتي، لا بد أن أجدها تظهر بهُويّة خاصة بها تجسدها عدة مكونات: (تاريخية، وإنسانية، وجغرافية، ودينية، وثقافية، وفنية، وسياحية، واقتصادية). وغيرها.
* كي أكون سعيدًا في مدينتي، لا بد أن أشعر أنها تفخر بماضيها مثلما هي تفخر وتحفل بحاضرها، فتبرز تراثها الإنساني، من آثار، وعمران، وفنون شعبية، وملابس ومآكل وحرف، لتحافظ عليه، ولتضعه في متناول أبنائها جيلًا بعد جيل، وتستثمره معرفيًا وسياحيًا واقتصاديًا.
* أعرف أن برنامج: (جودة الحياة 2020)؛ ما جاء عبثًا، وأنه يستهدف التحسين والتطوير في الأنماط الحياتية لبلوغ درجة جيدة ومقبولة من الجودة المستهدفة. البرنامج أكبر محفِّز حتى اليوم للعمل نحو المستقبل، فلو كنا بلا نقص ولا تقصير؛ لما وجد أصلًا.
* جودة الحياة؛ تعني البحث عن المدينة الفاضلة، والحياة الفاضلة. سبقنا إلى هذه الغاية النبيلة قبل آلاف ومئات السنين؛ فلاسفة وعلماء يتقدمهم الفيلسوف المشهور: (أفلاطون)، الذي كان يحلم أن يكون كل شيء في هذه المدينة معيارياً.
* نحن بالتأكيد لا نحلم، ولكننا نعلم أننا نملك من الأدوات الإدارية والعلمية والمالية والبشرية، ما يصل بنا إلى أهدافنا في الحياة. جودة الحياة؛ أحد أهم أهدافنا في الحياة. سعادتنا تتحقق إذا حققنا هذه الجودة المستهدفة. هيا بنا نعمل؛ لكي نحقق السعادة لنا ولأبنائنا في مدننا وقرانا وأريافنا.