«الجزيرة» - سلطان المواش:
قال الباحث الفلكي ملهم محمد هندي: بعد أيام قليلة نستقبل شهر رمضان المبارك، ويعاد السؤال المعتاد «متى يبدأ رمضان؟ وما هي ظروف رؤية هلال رمضان في ليلة الترائي؟ ولأن المملكة تسير على فتوى دخول الشهر الشرعي وخروجه بالرؤية العينية المجردة أو المسلحة بتلسكوب أو مقراب، فإننا نستعرض الأرقام الفلكية لإمكانية الرؤية حول هلال رمضان هذا العام، التي من خلالها تتضح إمكانية الرؤية من عدمها.
وأضاف هندي: يتطلب لرؤية الهلال وجود شروط توافرها؛ لتكون الرؤية ممكنة (الولادة قبل الغروب، مُكْث بعد الغروب، عُمْر كافٍ).
اختلال شرط من هذه الشروط يجعل الرؤية غير ممكنة ومستحيلة في أحيان.
ويولد هلال رمضان القادم - بإذن الله - يوم 29 شعبان (الثلاثاء) الساعة الـ2:48 ظهرًا بتوقيت مكة، وهي لحظة عالمية.
أما مُكْث الهلال فإنه يختلف من منطقة لمنطقة حسب خط طولها وعرضها.
ولأن هلال رمضان يماني (جنوب الشمس)؛ فكلما اتجهنا إلى الجنوب الغربي زاد مكث الهلال فوق الأفق بعد غروب الشمس، وعمر الهلال يزيد كلما اتجهنا غربًا، فمكث الهلال فوق الأفق لحظة غروب الشمس يختلف بين مناطق المملكة من شرقها إلى غربها؛ فيغرب الهلال قبل الشمس في الشرقية بثلاث دقائق، ويغرب في الوسطى قبل الشمس بحدود دقيقة، وهذا يعني أن لا وجود للهلال في السماء بعد غروب الشمس في الوسطى ولا الشرقية.
وتابع هندي: بينما في الغربية يغرب القمر بعد الشمس بحدود دقيقتين، وفي الجنوبية بحدود ثلاث دقائق.
ومعنى غروب القمر بعد الشمس من دقيقة إلى أربع دقائق أن لحظة غروب الشمس يكون الهلال ملامسًا للأفق، وهذا يستحيل معه رؤيته بالعين المجردة، وحتى بالتلسكوب، عوضا عن غروبه قبل الشمس.
ووفق معطيات الحسابات الفلكية لإمكانية الرؤية نجد أنها لا تعطي فرصة ممكنة في مناطق المملكة العربية السعودية لرؤية الهلال في ليلة الترائي مساء الثلاثاء؛ وعليه ستتم المملكة شعبان 30 يومًا عملاً بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم: «صوموا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم أتموا الشهر ثلاثين»؛ وعليه تكون غرة شهر رمضان هذا العام الخميس إن شاء الله.
ولأن المملكة حباها الله مكانة خاصة لدى المسلمين فيتوقع أن تتبعها جُل الدول الإسلامية ما عدا من يعتمد على معايير مختلفة لدخول الشهر الكريم.
أما عن تقويم أم القرى الذي سيخالف بداية الصيام فالتقويم وُضع لتنظيم الحياة المدنية، ولا يُعتمد عليه في أمور العبادات، وتم وضع معايير له، لا يُشترط فيها الرؤية، بل يُعتمد فيها على الحساب فقط، فيكفيه الولادة قبل غروب الشمس، والمكث فوق أفق مكة فقط.