رجاء العتيبي
ها هي الحكومة القطرية تدور عليها الدوائر, لا تعلم ماذا تفعل ولا كيف تفكر ولا ماذا تقول, تعيش فاجعة لم تتوقعها, لم تحسب حسابها, كانت في حال ثم باتت اليوم في حال يرثى لها, حماة الحكومة من الخارج, وإعلامها من الخارج, وطعامها من الخارج, وخلاياها الإلكترونية من الخارج, نظام لا يفكر سوى في كيف يحمي نفسه, أما الشعب فلا اعتبار له.
احتمى النظام القطري بالخليفة الأكذوبة فانهار اقتصاد تركيا, وارتمى تميم في أحضان العمائم ففقدت إيران اتفاقيتها النووية, دعمت قطر حزب الله فتلقى النظام القطري تهديداً صريحاً من أمريكا جراء دعم الجماعات الإرهابية.
وفرت قطر بيئة خصبة للمرتزقة والهاربين من أوطانهم والجماعات الإرهابية لتحارب بها الدول العربية وجيرانها, فاكتشفت أنها باتت مريضة بهم, عرفت أنهم فيروس أنهك التراب القطري, اكتشفت أنهم لا أمان لهم, وطالما غدروا بأوطانهم فلا ضير لديهم أن يغدروا بتميم وأبيه, لا ولاء لهم سوى الولاء للدولار, حيث أبرق الدولار وأرعد يشدون إليه رحلهم.
اليوم يمر على قطر أيام سود, موت بطيء, تلاشٍ, انهيار, قلق, ضاقت عليه الأرض بما رحبت, فصارت جزيرة تحيط بها المياه, لا دول الخليج العربية تقبلهم, ولا إيران تتحملهم أكثر مما تحملت, ولا تركيا تريد أن تتورط معهم أكثر مما تورطت, ولا ليبيا هي ليبيا التي كانوا يسرحون ويمرحون في أراضيها, بات العالم غير العالم, رحل أوباما وجاء ترمب.
العالم لا يحفل بالحمقى, والنظام القطري كان أحمق في دبلوماسياته وقراراته وزياراته ومعاهداته واتفاقياته, حتى أن رئيس كوريا الشمالية كم جونغ أون, أبو الحمقى بات أكثر تعقلاً وأعلن عن نزع أسلحته النووية وسيصافح أمريكا والعالم في 12 يونيو 2018 في سنغافورا, في حين نظام تميم ما زال يكابر ويعاند ويجادل.
العالم تغير, وقطر باتت جزيرة, وأبو هلاله طرد من الجزيرة, والحوثي انهار, والاتفاق النووي مزقت أوارقه كلها, وروسيا أخذت حصتها من سوريا وتستعد للرحيل, والإخوان تلاشوا, والسعودية باتت قوة عظمى, فيما قطر ما زالت تعيش عصر الثورات, وتوزع صور تميم في الشوارع والممرات والمحلات وتلقن ( العذبة) بأن السعودية ستسقط بعد يومين.
سيشهد التاريخ للشعب القطري شهادة لن تنساها الأجيال بأنهم شعب وفي وأصيل وحكيم, لم ينسق مع حكومته القطرية في سياستها العدائية, تركهم وشأنهم, ليس بيده حيلة, وهو يشاهد الغرباء قد احتلوا وطنه, أصبح المرتزق قطريًا وسحبت الجنسية من أبناء الوطن, ليس لهم سوى الصبر الجميل, وأظن الفرج قد اقترب ويالفرحتهم حين تنقشع الغّمة.