د. صالح بكر الطيار
سررت كغيري وأنا أشاهد التطوير الذي تشهده القنوات السعودية والتي عانت الرتابة كثيرًا في زمن مضى وظلت تكرر العديد من مشاهدها طيلة سنوات طويلة، وقد خطط التلفزيون السعودي جيدًا في ربط المشاهد بمتغيرات الزمن، وفي منافسة القنوات الأخرى التي ظلت تجدد بطريقة سيئة مضرة بالقيم ومسيئة إلى عقول النشء.
ولأننا أمام تطور شامل في التلفزيون السعودي فإن من أهم الملفات التي أرى أن تخضع إلى الدراسة والتخطيط ما يتعلق بالإعلام الخارجي، فلا تزال دولتنا تواجه حملة شرسة في قنوات الضلال وفي وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال الأبواق المأجورة من الخارج، وسبق وقد طالبت بأهمية وجود إعلام مضاد خصوصًا من قبل الجهات التي تمثل الدولة في الخارج، وكما نعلم أن الفضاء مفتوح ومن المهم جدًا أن يكون التلفزيون في حلته الجديدة ومستقبله المضيء أحد أهم أدوات التعريف بالوطن وبمقدراته، وكذلك توجيه حملات إعلامية منظمة للرد على الفتن التي يخطط لها حاقدون في الخارج، لذا فإنه يجب أن تكون هنالك برامج مستمرة تعرف العالم من الخليج إلى المحيط في الجوانب الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية، تعكس صورة الوطن وتفوقنا في العديد من الجوانب مع أهمية أن تحظى الفعاليات في الخارج برصد إعلامي غير مسبوق لضرورة إيصال الصورة كاملة الوضوح إلى كل دول العالم، وحتى يرى أصحاب الفتن أن هنالك عقولاً تفكر وترد عليهم بلغة راقية وأسلوب إستراتيجي.
من المهم جدًا أن يتم تغطية فاعلة لنشاطات السفارات والملحقيات وأن يكثف التلفزيون من تواجده منافسًا لقنوات العالم لنقل الصورة من أرض الحدث حتى يعكس للخارج قوة الإعلام السعودي الفضائي من جهة وحتى يكون الحضور قويًا في حلبات إعلامية تشهد تصارعاً مستمراً، إضافة إلى أهمية نشر البرامج الوطنية المهمة والتركيز على الإنجازات التي ينالها سعوديون في الخارج مع ضرورة إيصال الصوت الوطني إلى كل أصقاع العالم عن طريق التعريف بتراثنا وثقافتنا وتاريخنا، وكذلك تثقيف المجتمعات المنغلقة التي لا تعرف عنا شيئاً بأن صدى الوطن يصل إلى كل البلاد من خلال منصات الإعلام، وهذه من أهم أدوات الرد والمواجهة للإعلام المضاد الذي يمارس ألاعيبه في الخفاء للنيل من وطننا وسمعته.
ونحن أمام رؤية سعودية واعدة، فإن الإعلام داعم وشريك لكل الأهداف والخطط، ويجب أن يتم استثمار النقلة النوعية والتطور الذي بدأ منذ أيام في التلفزيون السعودي في سبيل مصلحة الوطن وتعريف العالم به، وكذلك إلحاق الهزائم بخلايا الإعلام الخارجي التي تحيك الفتن من خلال قنواتها ومتحدثيها حتى يكون مصيرهم الهزيمة وحتى تتعدد سبل المواجهات الإعلامية بشكل مؤسساتي ينم عن تطوير وحرفية عالية في إدارة المحتوى الإعلامي في الداخل والخارج.
ومع قرب دخول هذا الشهر الفضيل أرفع التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمين والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية، أعاده الله علينا باليمن والبركات.