فهد بن جليد
شهركم مبارك وتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح العبادات، علماء إيطاليون وأمريكيون خرجوا بنتائج وتوصيات مُذهلة تحت عنوان (كيفية استخدام الصيام في علاج الأمراض؟) ووفق صحيفة Le Farm actuelle الفرنسية هذه النتائج تظهر مع الأيام العشرة الأولى من الصيام، متى ما رافق ذلك برنامج غذائي صحيح في نهاية اليوم، فيما اليابانيون وجدوا تأثير الصيام على الروح في التخلص من الاكتئاب والانهيار العصبي بنسبة نجاح تتجاوز الـ87 % للمرضى النفسانيين، هذان نموذجان من الغرب والشرق، وإلاَّ فهناك مئات الدراسات العربية والإسلامية والغربية تستطيع الحصول عليها بسهولة عن فوائد وتأثير الصوم.
اليوم الأول من رمضان هو نقطة تحول وبداية فصل جديد في حياة الكثيرين منَّا, ونحن نتعلّم كل عام ذات الدرس - على الأقل مُعظمنا - ممَّن هذَّبهم الصيام وحسَّن سلوكهم، ونجحوا في قهر بعض العادات السلبية في حياتهم, والتخلّص منها ليبدو أكثر اتزاناً وإيجابية, بفضل العبادات الروحية ومُحاولة تهذيب النفس (داخلياً) أو بالاتساق مع المُجتمع الرمضاني المُحيط على أقل تقدير، وكسب الفوائد الصحية والنفسية والسلوكية.
أمامنا هنا فرصة كبيرة لتعزيز مُكتسبات رمضان مُنذ بدايته، ويصبح بالفعل نقطة للتحول الإيجابي في حياتنا - كما وصفه كثير من الغربيين - الذين قرأوا عن رمضان وأعجبتهم مقاصده، فحتماً متى ما نجحنا في محاولاتنا للعيش بسلام وتصالح داخلي مع النفس والآخرين في أيام وليالي هذا الشهر، وإكمال حياتنا وأعمالنا نحو تحقيق أهدافنا بمزيد من الطمأنينة والثقة والتفاؤل, فإنَّ الفُرصة مواتية ومثالية للاستمرَّار هكذا باقي أيام السنة.
لاحظ أنَّني أتحدث معك عن إلهام الإيجابيين في أول يوم من شهر رمضان المبارك - حتى لا أبدو كمن يعتلي منصة الوعظ - بإضاعة وقتنا كل مرة مع جماعة (صايم لا تكلمني)، ممَّن يعتقدون أنَّ الصيام مُبرِّر للطريقة الغريبة التي يقضون بها يومهم، وكأنَّهم من يؤدون وحدهم هذا الركن، موظفين عبارة (اللهم إنِّي صايم) بطريقة خاطئة، لتعني في مفهومهم ابتعد مسافة كافية بسبب تأثير (الجوع، والعطش، والحر، وقلة النوم، ونقص النيكوتين في الدم، وضياع الكاش من الجيب، ..إلخ)، فأعينهم لا تحيد عن انتظار لحظة الأكل والشرب وتعديل المزاج بالشيشة والدخان والمُلَّهيات، لأنَّ مفهوم رمضانهم ومحوره فقط (الامتناع عن الطعام) لا أكثر!
وعلى دروب الخير نلتقي.