د.عبدالعزيز العمر
هناك من لا ينظر إلى الإصابة بالسكري على أنه مرض عضوي بقدر ما هو خلل في التمثيل الغذائي (أي عدم استفادة الجسم من الغذاء). ونحن هنا نتحدث تحديداً عن السكري من النوع الثاني، حيث يفرز البنكرياس هرمون الأنسولين بصورة طبيعية إلا أن المشكلة تكمن في رفض (مقاومة) خلايا الجسم دخول الأنسولين إليها حاملا معه السكر (الغذاء)، مما ينتج عنه تراكم السكر في الدم، وعندما يتراكم السكر في الدم يضطر البنكرياس إلى إفراز مزيدٍ من الأنسولين ليتراكم هو الآخر في الدم، وعندما يتراكم السكر والأنسولين في الدم تحصل مشكلات صحية تدمر أنسجة الجسم وأعضاءه. وفي العموم يؤكد الأطباء أن المصاب بالسكري يمكن أن يعيش حياة طبيعية مثله مثل غير المصاب بالسكري. ويؤكدون أيضا أن أفضل طريقة (بل تكاد تكون هي الطريقة الوحيدة) للسيطرة على السكري هي التحكم في كمية ما نتناوله من الكربوهيدرات الموجودة في الأطعمة النشوية (أي الأرز والخبز والمكرونة والحلويات والفطاير والعصاير والمشروبات الغازية ..الخ)، ولكي يعيش المصاب بالسكري حياة طبيعية يجب ألا يزيد ما يتناوله من الكربوهيدرات عن 50 جم يوميا (100 جم من الرز بها 28 جم كربوهيدرات، و100 جم من الخبز بها 50 جم كربوهيدرات). وهناك جداول توضح أنواع الأطعمة النشوية ومقدار الكربوهيدرات الموجودة في كل نوع منها. وكما ذكرنا، على المصاب بالسكري ألا يتناول أكثر من 50 جم يوميا من الكربوهيدرات، وسوف يعيش عندئذ حياة طبيعية بإذن الله. ويمكن للمصاب بالسكري أن يركز على تناول البروتينات والدهون بأنواعها كبديل أفضل للنشويات (لا تخاف من الزبدة). بقي أن نشير إلى أنه يوجد في مدارسنا أطفال كثر مصابون بالسكري إلا أنهم للأسف لا يجدون العناية والاهتمام الكافيين.