مها محمد الشريف
من المعتاد أن نتذكّر الكثير من التأويلات والقصص في الأدوار المتباينة بين ناشط حقوقي وسياسي وناشطة في حقوق المرأة وما ترتب عليها من جدل، وذلك عندما تنجذب بها الأشياء إلى بعضها وتتنافر، ولأن البعض حمل على كاهله الوصاية على الناس ويتحدث عنهم لوسائل إعلام أجنبية.
يخطئ الكثير في ظنه أن تلك الجهات الخارجية تملك لهم نفعاً، بل هي تعرض ما قدمه أولئك لفضح وكشف آليات الإعلان عن حقوق وناشطين ونزعات مختلفة لم نكن نعرفها أو نسمع عنها تطالب بتحرر المرأة.
أمور في ظاهرها إصلاحية وهي في الحقيقة نقاط ضعف في مسيرتهم تغلغلت على أثرها مطالبهم اجتماعياً ولم تجد صدى لها، ولكننا سلمنا بأن ثلة من هؤلاء تعمل ضد الوطن، فهذه النزعة لا تعدو أن تكون مجرد شعار أو خطاب إيديولوجيا يستخدم من طرف حاقد.
وعليه يمكن القول بأن مشروعهم اقتصر على الإساءة للوطن وكان يشكِّل تهديداً للواقع الاجتماعي وتحقيق ادعاءات تنافي الحقوق الأساسية في الفضاء العام السياسي وأمنه واستقراره، وذلك بعد أن رفعوا شعاراتهم التي تهدف وتقصد في غرضها النهائي الاستعانة بجهات خارجية لخيانة الوطن وخيانة الثوابت والتقاليد وسياسة البلاد.
لقد وعي الناس هذا العمل الغارق في الخيانة وهذا الدجل الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في حسابات البعض المنهمكة في كتابة الحق والديموقراطية وصياغة مفهوم الحريات على ضوء الراهن من المجتمعات الحديثة، ومساندتها بالإسهامات من الجهات الخارجية الحاقدة التي تتبع أدق التفاصيل في بلادنا حفظها الله من شرورهم وحقدهم .
وما حدث هو بمثابة جهاز إنذار لكل من يدرك حجم هذا الخطر.
على هذا النحو طالب جهاز أمن الدولة بعدم الانخداع بمن يسمون أنفسهم حقوقيين ونحوهم والانتباه من «الأجندة الخفية»، وتقنية أشبه بالطوفان تميزت بالسلبيات في يد الأعداء وضريبتها غيّرت كل مسارات حياتنا اللحظية والثقافية والاجتماعية، سخر البعض لهذه التقنية وسائل أساسية لعلاقات مشبوهة، حتى باتت الشكوك تتلحفهم من كل الجوانب، ولاسيما أن المملكة مستهدفة من دول وجهات معادية. ومصادر أمن الدولة أخبرت عبر قنواتها الرسمية أن هؤلاء الأشخاص كانوا على تواصل دائم مع الإعلام الدولي والجهات الخارجية وكانوا يظنون أن هذا سيعطيهم حصانة من المحاسبة وردعهم.
فمهما اختلفنا في الخصائص نتفق في صياغة الأهداف، ومن تصدر المشهد للأسف من فئات متعلّمة تعليماً عالياً ومنحوا الفرص كاملة ومع ذلك خانوا وطنهم، ولئلا تتكرّر هذه الخيانات حاوروا الأبناء لا تتركوهم صامتين، أبحروا في أعماقهم، اكتشفوا المفاهيم واعملوا على تنقيتها من شوائب الخصوم. صححوا الخطاب القديم، وراجعوا اعترافات ساسة الغرب الذين يؤججون الصراع المذهبي ومشروعات التقسيم، علموا أولادكم حب الوطن، وثقفوهم سياسياً، أغدقوا عليهم حباً وعطفاً، حبذوا لهم الفكرة السليمة والأدب والفنون فإنها توقظ العواطف وتنير العقول وتهذب النفوس وتنزع البؤس والشقاء من الأعماق.
إن الفرد اليوم يعايش أزمات سياسية واقتصادية عالمية بحيث لم ينأى بنفسه عن مثل هذه الأزمات، ويستطيع الأعداء الوصول إليه عبر التقنية الحديثة بكل يسر وسهولة وتحويله إلى مناضل وناشط سياسي، واستخدامه كأداة لتحقيق مطالبهم وزعزعة ظروف حياته ووضعه في حالة إستراتيجية معقدة في مجتمعه وبين أهله، ولكن الأمل بالله كبير جداً وبوعي المواطن وحرصه من الخونة والمتآمرين وعلمه بعقوبة صارمة فيما لو حدث التعامل معهم.