سعد السعود
سُرَّ الوسط الرياضي أيما سرور وهو يستمع مطلع الأسبوع الماضي لمبادرات سمو ولي العهد لسد احتياجات الأندية المالية، وتخفيف الأعباء الثقيلة.. إذ كانت أغلب الفرق تعاني الغرق في بحر الديون، وليس هنالك من سبيل للنجاة ولو بعد سنين.. لكن جاءت مبادرة سمو ولي العهد لتكون طوق نجاة للكثير من الفرق؛ فتنفست إدارات الأندية الصعداء.. وهمّ القضايا الخارجية ينزاح عنها بعد أن كبلها لسنوات.. لتكون الأندية بمنأى عن أي تهديد من الفيفا بخصومات أو غرامات.. فالصفحة باتت بيضاء بفضل الله، ثم بمبادرة سمو ولي العهد.
والسؤال بعد هذه السحابة التي عمت أرجاء الأندية، وغمرتها بعطاياها، وزرعت في نفوس المشجعين التفاؤل، ونعم الوسط الرياضي منها بالمزيد من الفرح.. السؤال العريض بعد هذه الخطوة الجبارة والمبادرة الكريمة والسعادة التي غمرت الجميع منذ الإعلان عنها: ماذا بعد؟!
هل ستستفيد الأندية من دروس الماضي بعدم العودة للخطط المالية البالية التي أسقطت الكثير من الفرق في براثن القضايا الدولية والشكاوى العالمية؟! أم أننا بعد سنوات سنعود للمربع الأول، وتعود بعض الإدارات لذات السلوك السيئ في إدارتها المالية لفرقها؟!
والأهم: هل تتدخل هيئة الرياضة، وأيضًا اتحاد الكرة؛ لضمان عدم تكرار مثل تلك الأخطاء مستقبلاً؟! وذلك بوضع الضوابط التي تحاسب كل إدارة قبل أن تحزم حقائبها وتغادر.. ولعل وضع ضمان بنكي سيكون خيارًا مطروحًا لسد العجز المالي متى حدث.. فضلاً عن حياكة العقود الخارجية تحت نظر هيئة الرياضة، وباشتراطات تحفظ الأندية من أي تبعات مستقبلية.. وبظني لو تمت خطوة كتلك فستكون كفيلة بالسير بفرقنا في أمان في ردهات الفيفا دونما خوف من خصم نقاط أو عقوبات تصيب بالإحباط.
وأخيرًا: لا يعني سداد المتراكمات غض الطرف عن مسببها.. فكلي أمل أن يُفتح هذا الملف، ويتم محاسبة كل إدارة فرطت في أمانتها، أو كبدت النادي التزامات بسبب سوء عملها.. فالتحقيق وفتح الدفاتر القديمة بات مطلبًا.. فكم من مسؤول تلطخت يده بالفساد، أو على الأقل بالتهاون في عمله وعدم التدقيق في صفقاته.. لذا فليس أقل من محاسبته حتى لا يتكرر مثل هذا العبث في السنوات القادمة.
الصربي فضحهم!!
أكثر ما يغيظني في متابعة البرامج الرياضية هو ضحالة ثقافة بعض الضيوف، أو انغماسهم في وادي الميول بعيدًا عن وادي المنطق والحقيقة.
ولعلي هنا أسترجع مهاجمة بعض الإعلاميين ممن يتصدرون المشهد المرئي.. حتى باتوا أشبه بالعقاب للمتابع.. إذ كانت مهاجمتهم حاضرة لبعض الحكام الأجانب القادمين ممن يملكون سيرة عطرة دوليًّا، وتحكيمهم في البطولات العالمية يشهد لهم.
ولعلي أستشهد بالحكم الصربي ميلوراد ماجيتش الذي قاد بالأمس نهائي أبطال أوروبا بين الريال وليفربول.. فالمضحك أن بعض الأصوات هنا لم تكن راضية عن إدارته بعض مباريات الدوري السعودي.. بل طالبت بعدم استقطابه مرة ثانية.. أرأيتم كم هي محدودية الأفق لبعض الإعلاميين؟ وكيف هي نظرتهم لا تبعد أرنبة أنف عن ميولهم وعداها فلا يملكون شيئًا؟! لذا أتمنى من المسؤولين عدم الالتفات لمثل تلك الأصوات؛ فجعجعتها لم تنتج يومًا طحينًا.